صنع في لبنان

لو كانت المسافات تقدر فقط بالامتار والكيلومترات وألاميال لكان من ألسهل جداً أن نسلكها ونتخطاها
ولو كانت الوديان فقط أعماق وأماكن ما بين جبلين لكانت الجسور شيئاً أسهل من التذمر على الفارق الشاسع
ها أنذا ومن غربتي أرى في عمق الوطن ما هو بائن وجلي وأحس بنبضات قلبك يا وطني وأمر من شرايينك
وأحاول أن أفتح صمامات قلبك المسدوده تقريباً
فلا المسافات ابعدتني عنك فهي مسافات الكيلومترات وليست مسافات القلب النابض واللذي يلهج ليلاً ونهاراً
بأسمك
لم تقدر ال ٦٠٠٠ كيلو متراً أن تفصلني عن كل مفاصل الحياة بك لا بل جذبتني إليك أكثر فأكثر وكلما سمعت
أنينك وصرخاتك المدويه أردت أن أفديك وأن اطمئنك بأنني لن أتركك يا أعز الأوطان
أنا نبتةٌ غرست في وادي محبتك
أنا صخرةٌ تشهد على عظمتك
أنا وردةٌ أخذت لونها من غسقك
في قعر الوادي في قلبك يا وطني ربيت أنا ولم أرى هذا ألمكان يوماً إلا مكاناً يجمعنا نحن أولادك
أنت علمتنا أن نجعل من قلوبنا ومحبتنا إليك جسوراً للتلاقي
فالفارق بين جبل الباروك وجبل عامل ما هو إلا نهر الزهراني أي نهرٍ يسقي ويروي ويجعل الزهور تنمو
والفارق بين جبل الباروك والمتن الأعلى هو نبع الصفا وكم من كرمةٍ رويت منك يا نبع الصفا !!! ألم تعلمنا
محبتك يا وطني بائن نرى ما يجمعنا ؟
أليس كل منا يعلم بأننا من تراب وإلى ترابٍ سنعود يوماً ؟
أليس كل منا يعلم بأن الغربة عنك هي جزاءٌ وليست جزيه ؟
أليس كل منا يشعر بالبرد القاسي بمجرد البعد عن دفئك ؟
أنت يا وطني يا من ألهم الرب أنبيائه ليكتبو عنك و ليتغنو بك
تفرح البرية والأرض اليابسه ويبتهج القفر ويزهر النرجس ،يزهر أزهاراً ويبتهج إبتهاجاً .يدفع إليه مجد
لبنان
وانتي يا حبيبتي ألم يتغزل بك الملك سليمان عندما قال هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان .انظري
من رأس أمانة شنير وحرمون ومن خضور الأسود من جبال النمور ؟
هل اصبحنا غريبين عنك وعن محبتك ؟
هل نسينا أصلنا ؟
هل جفت مياه محبتنا ؟
وهل أصبنا بفقدان الذاكره لمجرد هدفٍ ثنائيٌ مرحلي سياسي زائلٌ مع زوال غيمة الصيف ؟
أني أقول لك يا وطني يا وطن الحضاره والمحبه ويا وطن السلام
بقائك ليس مرتبطٌ بأي سياسي أو رجل دين
بقائك أزلي أبدي لا يزعزعه الطارئين
بقائك ضروريٌ ومستمرٌ حتى يوم ألدين
يا أحبائي ويا اخوتي اللبنانيين
تعالوا لكي نبني جسوراً بقلوبنا وبأن نبقى اوفياء لبلدنا إلى أبد الآبدين

بقلم ألان صفا