Sunday, October 23, 2011

سحابة وقت

و نحن نكبر و نلاحق والدقائق والأيام والسنوات و الثواني لنكتشف أعمق المعاني

بأن الوقت هو سحابة صيفٍ رائعة الجمال ليس لها موسمٌ ثاني

سحابةٌ تضحك على الجميع وتجعلهم يعتقدون بأنهم يمتلكون الوقت الآني

وعندما يسألونها تصمت ولا تجيب أحداً ولا تدفع لهم أجراً ومن سخافة تفكيرهم لا تعاني

تمشي على إيقاع دقاتها وتقف طويلاً عند الغروب واهمةً من يراها بأنها تركض بسرعة البرق

تصنع كل لحظةٍ عمرٍ جديد وفي كل وقتٍ جديد تفعل سحابة الصيف بنا ما تراه مناسباً وما تريد

في وقتٍ إستثنائي ككل أوقاتها حيث لا يكون شيئاً كما كان من قبل

يلتف الوقت ويرقص ويرتمي ويمتطي جوداً ويطير إلى حيث ألسحابة غريزته البشرية تثير

هناك يتحول الوقت إلى كلماتٌ جديدة يحتاج قارئها إلى حياةٍ أبدية لكي يفكك احاجيها والرب يستشير

وتتكلم الايام التي امضيناها إلينا بلغاتٍ مختلفة متذكرةً بحسب الاختبارات و الأحداث وماذا فعلنا وكيف استعملنا وقتنا ؟

و نستشير الرب و نكتشف بأن الذاكرة هي الأثبات الوحيد بوجود حياةٌ سرمدية كسيمفونيةً لشوبان أو لبيتهوفن نعيش البعض منها والآتون بعدنا يكملون عزف جزأً من السميفونية

ونكتشف بان الأحاسيس جميلةٌ كندى الصباح ووقتها القصير لا يمكن أن يطول بعد إشراقة شمس الواقع بكثير

حبات الندى المليئة بالاحاسيس جعلت من بحر الحياة يغرق بالحب والحلم وبالعشق لتصبح ألسحابة ومن ورأها الملائكة مدمنةً على الرذاذ في كل صباح يومٍ جديد

لعلك تعتقد بأن الحياة الأبدية حلمٌ من الاساطير

ولكن دعني أقول لك بأن كل لحظةٍ نعيشها بإنسجامٍ مع ألسحابة تجعل من حياتنا أسطورة الأساطير

وكل لحظةٍ نتنشق عبيرها لتملأ رئتينا بأكسير الحياة تجعل من عطور الملائكة ريحاً يقذفنا إلى المستقبل لكي لا ننظر إلى الماضي ثانيةً ولكي لا نستدير .