Saturday, October 30, 2010

لاجلك

لاجلك سأكون صفحةً بيضاء لتكتبي علي آمالك وأحلامك

ولتوزعيهم في داخل روحي وأحشائي

ولاجلك سأتجاوب مع أصغر رغبةٍ لديك

لتصبح كل الأحتمالات بلا نهاية عندما تقاس بحبي لك

لاجلك سأكون درعاً يحميك من كل الأخطار ومن الرياح والأمطار

وسأكون غطاءً أبيضاً يتلحفك بعطر العشق كل صباح عندما تنهضين من نومك

سأكون لاجلك أشعة الشمس الشارقة على وجنتيك

وسأكون الذاكرة التي تخبرك عن الحلم الزهري في الليل وسأكون ألكحل في رموش عينيك

وسأخبرك عن قبلاتنا ونغمات آهاتنا الموسيقية و رقصاتنا التي رقصناها ثانيةً وثانيةً وثانية حتى الهذيان

ولاجلك سأكون طلاء أظافرك الأحمر لكي أنظر إليك من تحتك وأنسحر بكعبك العالي سحراً

و لأجل هذا أردت أن أكون رفيقاً لرجليك عندما تمشين حافيةً

ومساعداً ليديك عندما تكتبين لي شعراً

وأكون مصاصةً لفمك عندما تقضمين أظافرك قضماً

ولاجلك سأكون الشلال الذي تستحمين تحت مياهه صباحاً

وسأكون نقاط الماء التي تداعب جلدك وتسقي عطشه وتسكره بخمر شفتيها فوراً

ماءٍ كانت من قبلك مالحةٌ ومن بعدك أصبحت تقطر سكراً وعسلاً

ولاجلك سأكون منشفةً تطبع بصماتها على جسدك لكي يصبح كسهلاً يقابله جبلاً

وترتشف نقاط الماء عن جسدك كمن يرتشف القهوة في الصباح رشفاً

ولاجلك سأصبح ثياباً صنعت من قماشٍ جلدي بلون الجلد الذي يبرق ذهباً

لاجلك ..نعم لاجلك سإنسجم مع كل نسمة هواءٍ تمر بك

وسأكون خير صديقٍ وحبيبٍ وتوأم روحٍ لك

كل هذا سأفعل لاجلك لاني ... أحبك


برغي وعزقة ... وغربه ورجعه

وقت كان عمري عشرين سنة كنت ساكن بمدينتي بيروت وكان عندي سيارة أوستن لونها اورانج وكانت بتعرف تسوق وحدها بزواريب بيروت .

كانت سنة 1982 واجتاحت إسرائيل بيروت وبعدها بخمس سنين صارت الحروب أوحش والزعماء صارو يتوحشنو أكتر وما عاد فينا نعيش ببلدنا الصغير واضطريت آخد عيلتي وسافر وطير وتركت سيارتي الأورانج وحدها بموقف البناية ببيروت .

وبعد 23 سنة رجعت زيارة عابيروت وما بعرف كيف أخذني الحنين عا حينا القديم عا مطرح يلي تركت فيه سيارتي قبل عشرات السنين .

وشو تأثرت بس شفت سيارتي القديمة صايرة متل الهيكل ومتل شي ختيار بطل عندو سنان و بيضل جوعان ورجعت الذكريات والحكايات وبلشت أسمع صوت فيروز وأغاني زياد وبلا ولا شي ..بلشت أسمع أصوات عم تطلع من السيارة وشفت عزقة وحدها في برغي بعدو جديد ومش مصدي .

برغي نافر وناطر والعزقة بحضنو غامر ،بس شافني عرفني وبلش يبرم لوحدو ويحكي ...

قلي أنا برغي صارلي هون 23 سنة ما تزحزحت من مطرحي

تخبيت كل الحرب وتخبيت بالصيف وبالشتي

أنا برغي كنت وحدي كل الوقت وصابونتي بطلت ترغي

صرت صلي لربي كل ليلة و قلو دخيلك يا ربي بعتلي الرزقة وخليها تجيني شي عزقة

وبليلة كان فيها القمر سكران ومضوي كل الأضوية ،سمعت صوت جاي صوبي وبلش قلبي يدق ويغلي

طليت راسي المخبى وشفت عزقة حلوي دخيل ربها

ركضت صوبي وركضت صوبها وتطلعت بالسما وقلتلو بشكرك يا ربي

وشي أني كمشتها شديتها لعندي وهي شدتني

بعد كم تكي بلشت صابونتي الناشفي ترغي

وكل ما شدينا عا بعضنا أكتر

كل ما الرغوة صارت تكتر وتكبر

وصار القمر يضحك علينا وسكرتو معو صارت تشرب من رغوتنا و تسكر

وبقينا نشد عا بعضنا تا ملصنا

وهرو سنان البرغي كلن ونحنا بعدنا ما خلصنا

وفجأةً أجا رجال تعطلت سيارتو وناقصو عزقة

بلش يبحبش ويفتش بهالسيارة ونحنا تخبينا تا ما يشوفنا ويفرقنا عن بعضنا وكتير صلينا

بلشنا نصلي ونقول يا رب هالبرغي والعزقة مع بعضهم خلي

والرجال بلش يفكفك واجرينا بلشت تسكسك

وشوشت حبيبتي العزقة وقلتلها يا عزقتي ويا نعمة ربي ويا رزقتي

دخيلك شو ما صار خليكي معي وضلي حدي ومني ما تفلتي

فوتي وإندحشي فيي أكتر وخليكي قبالي تا يضلو يشوفوكي عينيي

وبعدما الرجال فتش وتعب كتير ،زهق وفل

و من فرحتنا بلشنا نغل ببعضنا غل

وبعدنا ناطرينك يا الآن تا تجي عا لبنان وعلينا تطل

ناطرينك تا ترجع تصلح سيارتك وترجع تاخدنا معك مشاوير

شتقنا نسمع صوت فيروز الصبح مع زقزقة العصافير

شتقنا للاشرفية ولجونية وللمنارة ولشارع الحمرا وشتقنا نروح عا السينما ونسمع صوتك أنت ورفقاتك ،،شتقنا لسمير

منترجاك ما بقى تفل وتتركنا ... خليك ببلدك حتى لو مش قادر تصلح السيارة .. بيكفي تجي تشرب معنا قهوة كل يوم الصبح بكير


Wednesday, October 27, 2010

صوت الوحش فينا

ليحب أحدكما الاَخر، ولكن لا تجعلا من الحب قيداً، بل اجعلاه بحراً متدفقاً بين شواطئ أرواحكما.

كلماتٌ قالها جبران خليل جبران لنا وهو يعرف تماماً بأن الحب لا يمكن أن يكون مرساة ولا يمكن أن يكون قيد أو قصرٌ يمكننا تملكه ووضع مفتاحه في جيبنا .

الحب المتعارف عليه في زمن الطائفية والمذهبية و السرعة والشهوة والمادة لا يمكن أن يكون حب ولا يمكن أن يكون غرام ولا عشق ولا إعجاب ،ولكن الصفة التي يعطيها البشر لكل شهوات الجسد عندما تكون تلك الشهوات كبيرة جداً وتسيطر على عقل وقلب المشتهي ،هي صفة الحب .

فمثلا الجشع يوصف بشخص يحب المال

والشخص الأناني له صفة محبة النفس

والسارق يحب ما يملكه غيره

والقاتل يحب روءية الدماء تسيل .

والطائفي يحب طائفته ولكنه ليس بالضروري أن يحب أبن طائفته

وهذا النوع من الحب لا يمكن أن يسمى حب ،انما أريد أن أعطيه تسميه جديدة وهي " صوت الوحش فينا "

نحن أولاد جبران اللبناني الذي كتب ورسم الحب الحقيقي بحبر القلب والعقل، كيف لنا أن نطور صفة المحبة الغير أنانية في عالم اناني ؟

كيف يمكننا أن نسكت صوت الوحش فينا ؟ وان ندع صوت المحبة الحقيقية يصدح في قلوبنا وتنتشي به عقولنا ؟

من أين نبدأ وهل ممكن أن ننجح في ذلك والبعض إستسلم وقال مستحيل ؟

هل من المستحيل أن ننظر إلى الشمس عند طلوع الفجر لنتعلم بأن كل يومٍ جديد تحت الشمس هو يومٌ مليء بالحياة والأحتمالات وهو فرصة جديدة للبدأ في طريقٍ أفضل ؟

.هل من المستحيل أن نتعلم من الطيور التي تهاجر إلى حيث النور والدفء وهي التي لا تملك شيئاً بأننا نحن كذلك بحاجة للنور ، نور المحبة عندما نريد أن نفعل شيئاً مهماً كما نحن بحاجة للظلمة ، ظلمة السكينة والتأمل عندما نأوي إلى الفراش لننام ؟

كفانا نزيفاً وتصحراً .

كفانا نحراً لبعضنا البعض

كفانا كذباً على أنفسنا

كل من يدعي بأنه من أبناء جبران لا يمكنه أن يدع صوت الوحش فينا أن يتكلم ولا يمكنه أن يسمع لاحدٍ يتكلم بصوت الوحش .

من منا سمع صوت الوحش على لسان أحد زعماء طائفته ورفض هذا الصوت ؟

من منا خلال سنوات الحرب الأهلية لم يدع صوت الوحش فينا يغني ويصبح قديساً واسكت صوت فيروز الملائكي ؟

إلى متى سنبقى نتقاذف التهم والوحش يلتهمنا ؟

إلى متى سنبقى ندفن روأسنا في الرمل رافضين أن نرى كيف اننا ما زلنا نرقص على صوت الوحش فينا ؟

جميعنا مسئولون وجميعنا متهمون وجميعنا ملزمون بأن نسكت صوت الوحش الجهنمي فينا

ألا يكفي كذباً وعهراً ونفاقاً مغلفاً بصفة الحب ؟

بحبك يا لبنان ...كثيرون منا قالوا وما يزالوا يقولون بحبك يا لبنان

كثيرون منا قالوا أنا أحب أخي وأختي اللبنانية من أية طائفة أو مذهب كانوا

كثيرون صادقون وفعلاً يحبون لبنان وأهله

كثيرون كاذبون وسارقون وقتلة ومصاصي دماء وما زالو يدعون محبتهم لنا نحن اللبنانيين

جبران النبي قراء الأنجيل وتعلم أركان المحبة وتشربها في دمه وكان ملهماً من السيد المسيح

اليوم يقول لنا جبران لا تجعلا من الحب قيداً، بل اجعلاه بحراً متدفقاً بين شواطئ أرواحكما

فلنجعل شواطيء أرواحنا تتدفق إليها أمواج المحبة لكي تاتي مراكبنا المهاجرة التي اشتاقت للوطن ،،وطن جبران

فما ينفعنا أن يكون لنا طائفة أو مذهب أو جنسية في بلدٍ آخر ولا يكون لنا وطن ؟

فما ينفعنا إن ربحنا العالم كله وخسرنا اخوتنا وأنفسنا وتركنا صوت الوحش فينا يمثلنا في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي النظام السياسي المتخلف والبدائي وفي كل مفاصل الحياة.

عندما كتب جبران عن المحبة قراء رسالة الرسول بولس إلى أهل كورنثوس التي كلم بها الرسول بولس أهل كورنثوس الذين اصبحوا أثرياء وأنانيين ومتزلفين وغير محبين لبعضهم البعض بالرغم من ادعائهم بأنهم يحبون بعضهم بعضاً وأصبح عندهم صوت الوحش فينا أقوى من أي صوتٍ آخر و أصبح الصوت الوحيد الذي يصدح وكتب لهم هذه الكلمات التي اختم بها هذه المقالة لعلنا نبدأ يومنا هذا بسماع صوت فيروز بدلاً عن صوت الوحش السياسي والطائفي والمذهبي والأناني فينا .

ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. وان كانت لي نبوة واعلم جميع الاسرار وكل علم ،وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا. وان اطعمت كل اموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا. المحبة تتانى وترفق.المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا

٢٧-١٠-٢٠١٠

الآن صفا


ألفصل الخامس

كل الفصول لها عشاقها

كل الفصول لها طقوسها

كل الفصول لها أوقاتها

وكل الفصول لها ثمارها

ولكن أنت هي ألفصل الخامس

أنت أزهار الربيع

وانت ألوان الخريف

أنت ليالي الصيف

وانت ثلوج الشتاء

أنت المزيج من أفضل الأزهار

واللون الذي تعشقه ريشة الرسام

أنت الهزيع والفجر الساطع مع غروب الشمس في نيسان

أنت ألفصل الخامس الذي لم يعرفه من قبل انسان

أنت الحب والعشق والحكمة والثمر الناضج و بياض القلب وأبدية الزمان والمكان

يا فصلي الخامس الذي أعشقه وأعيشه كل يومٍ على مدى الايام

يا فصلي الخامس الذي إختصر الفصول كلها بثلاثة أيام

حياةٌ وموتٍ وقيامةٍ ومن ثم حياة

ثلاثة أيامٍ كانت كافية لتخلق فصلاً جديداً لم يعرفه من قبل إنسان

أنه ألفصل الخامس الذي أعيشه الآن وحتى إنتهاء الزمان الذي لن ينتهي بعد الآن .

قيل منذ زمنٍ لا تقل أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل

والذي حصل هو بأن فصلاً جديداً جعل من الرجل فتى ومن الامرأة فتاة وجعل الحياة كلها حبٌ وعسل


عندما تتشابك الأحلام

كلٍ منا له أوقاته ليذهب إلى الفراش لينام

ولكن أوقات نومي تبدلت مع الأيام

أصبحت عندما آوي إلى الفراش

كمن يبتدأ يومه المليء بالاثارة والحلم بتحقيق السلام

عندما يبتدأ الوقت وتدق الثواني وأغمض عيوني.. لكي أراها و تراني

وأراها جاثمةٌ أمامي تمد يدها على يدي وتقول لي اتبعني ...حان وقت الغرام

فراشي يصبح كساحة حربٍ بدون أعداء

نستعمل فيها كل أنواع الأسلحة ..الفم واللسان واليدان والعينان والأذنان وكل شيئٍ رنان

كملعب كرة قدم وكمباراةٍ حبيةٍ بين فريقين حبيبين يسجلان الأهداف ويقعان سوياً في الشباك

استسلم لها واتركها تسجل الهدف تلو الآخر لتهتز شباكي حتى يأتي الهزيع الرابع فرحاً ويذهب باكي

في عتمة الليل قمرٌ كاملٌ يشهد على العراك ،فتصبح ضلالنا كالجبال تتهاوى عند أقل حركةٍ من شفاك

الوقت يمضي والساعات تلسعني وتخدرني وتأخذني حيث أنت الهدف الأول في حياتي

ونعدما قد تكونين سجلت في شباكي كل الأهداف وأنذرتني عينيك كل الانذارات الصفراء والحمراء

نظرت إلى السماء وصليت لربي لكي يأتي ليلك غداً لنتعادل و لنكمل المباراة ولنسجل الاهداف ولنسقط كل الأعراف

تلك هي الطقوس التي تسبق نومي ..وبعد النوم وخلاله ترتسم إبتسامة رضى كبيرة على ثغري

ترافقني حتى الصباح وتستمر معي كل النهار خاصةً بعدما أعرف منك بأنني أنا كذلك سجلت أهدافاً في شباكك في نومي

وتعادلنا وتعانقنا وتشابكت أيادينا وأصبح الليل ينتظرنا بشغفٍ كل يوم ليتونس القمر فينا

وتصبحين على خير وتنامين على سلام وكل ليالينا حقيقةً عجائبيةٌ تلتحق بافواجها ارتالٌ مدرعةٌ من الأحلام


في خضم الضم

في خضم الضم إلتصق الفم بالفم وغلي في عروقنا الدم واصبحنا نتكلم بلغة الشم

في خضم الضم سكت الفم وتكلم العطر وافترشنا الأرض ونسينا ألهم

ضممنا أضلاعنا لبعضها البعض وغيرنا لون الدم

فأصبح لونه كحليباً برتقالياً نرضعه كأطفالٍ جياع من ثدي الأم

فرضعنا ورضعنا ورضعنا رضعاً ، ولم يردعنا كلام الناس ولا القدح والذم

واستمرينا بضم أجزائنا جزءًا جزءًا ولملمنا شظايا قبلاتنا لم

ولم يبقى على الأرض أثرٌ أو بقايا لقبلةٍ لم تلم

ولامتنا الأعشاب لاننا غيرنا لونها الأخضر وأصبحت بلون الدم

ولم تعرف الاعشاب بأن لونها تحول بفعل تلاصق الفم على الفم

هو الضم عندما يضم الحبيبان بعضهم ضماً

هو ألانصهار عندما لا يعود هناك يميناً أو شمالاً

هو العطر الذي تكون بفعل تصبب العرق وصالاً

هو ألسحر الذي سحر الألوان لتتغير ولتصبح ألحاناً

هو الالتصاق في حلبة الرقص عندما تلتصق الأرجل بالايادي إذعاناً

هو العشق للعشق الممنوع غالباً والمسموح به أحياناً

إلتصق بمن يعشقه قلبك وتريده روحك

ملتصقاً بروحك حيناً

وبفمك أحياناً


كلمات حب

أحب الكلمات الملونة المطبوعة على الصفحات

انها الوليمة لروحي ولعقلي مشبعةٌ بالمطيبات

أمضغهم كلهم واحدةً تلو الأخرى

هذه كلمة توت وتلك كلمة ليمون والأخرى كلمة تين وزيتون

كلمةٌ حلوة وكلمةٌ مالحة وكلمةٌ كمزيجٍ مالحٌ حلوٌ مفعولها يصيبني بالجنون

كل كلمةٍ آكلها لها سحرٌ ومذاقٌ يجعلني اتشوق أكثر لاكتبها بفنون

فعندما آكل أحرف اسمك وأمضغهم في فمي ويلعقهم لساني ،اتمتع بطعم الشوكولاتة الحنون

وعندما آكل أول حرف من كلمة شفتيك ،أصاب بنوبة جنون

وعندما أتذوق الشدة على فمك الملتهب أريد ضمتك لكي تضمني

ولكي تفتح لي كل الفواصل ولتضع كل النقاط التي تنقط من شفتيك على الحروف

هي الكلمات التي تعيدني إلى الحياة من عالم الأموات

في البدء كانت الكلمة والكلمة كانت عند الله وكانت الكلمة إلاهاً

كلماتٌ مكتوبةٌ على صفحات تحمل في طياتها قوةٌ وحيويةٌ وأملٌ بالحياة

كلماتٌ كأنغامٍ تراقصني وتحذرني من ألالغام

ألغامٍ زرعتها أيادٍ جاهلةٍ اعتقدت بأنها إن كتبت كلاماً قتلت بها الشعراء

يا أيتها الكلمات التي اغتصبت على يد الجاهلين آلاف المرات

كلماتهم ليست كالكلمات

كلمات الشعراء هي ماء الحياة

وكلمة الله هي الحياة

كل مرة ترى فيها كلماتٍ بأحرفٍ إلاهية

أفتح فمك وقلبك وعقلك وروحك وذراعيك وآغمرهم بحضنك كما تغمر حبيبة قلبك تلك الصبية

غازل الكلمات وراقصها ومارس معها أنواع الحب ألسحرية

واجعل من كل كلمة خريطةً لحياتك وحارب بالكلمة الأجل القضية

واكتب كلمات الحب لحبيبتك واسقي بمياهها زهور الرومانسية

واجعل طبقك اليومي كلمات حبٍ توزعها على اخوانك في الأنسانية


Tuesday, October 19, 2010

قصيدةٌ الحكم الموءبد

يسري نبيذ عشقها في دمي كما هي تسري

وتميل بالخصر ولا تدري بأنني أصبحت أسيراً منذ أن بدأ مفعول منع تجولها يسري

أسرتني وراء قضبانٍ وجردتني من عقلي وفكري

رسمت دائرةً حولي ومنعتني من التجول وحجبت عني شمسي وقمري

أخذتني إلى دهاليز قصرها الشعري وبدأت تقص لي شعري

أخذت قصيدةً قديمةً كتبتها يوماً عند أول لقاءٍ لنا وقالت لي اقرأ يا اسيري

ربما يعذبني ضميري وأطلق سراحك من الأسر لكي تصبح للابد اسيري

نظرت إلى القصيدة وعرفت فوراً لماذا أسرتني وجردتني من عقلي وفكري

رأيت أبياتاً كانت خيماً وأصبحت قصوراً مفتوحة الأبواب

رأيت بذوراً أصبحت شجرات نخلٍ تناطح ألسحاب

رأيت لمسات عشقي لها التي انجبت أولاد

رأيت قبلاتي لها التي كانت كنحلةٍ أصبحت مملكةً للعسل تسحب الألباب

وقرأت بعض الكلماتٍ ..كانت السبب الأكبر لاعتقالي وسجني وراء كل تلك الأبواب

كانت كلماتٌ قلتها في لحظة تخلي وإفتخار وبلحظةٍ كان قلبي مليءٌ بالضباب

كلماتٌ تقول : يا إمرأةٌ تعشقني أنا أصبحت سيدك

و ستزحفين زحفاً لتمسكي بقضيبٍ من قضباني الحديد لانك ستصبحين أسيرتي ...

يا إلاهي كم كنت غبياً عندما كتبت تلك الكلمات

نظرت إلي بعيونها البراقة وسألتني من السيد الآن يا الآن ؟

غصت الكلمات في فمي ولم أقدر أن أتفوه بحرفٍ واحدٍ وأصبحت صمٌ بكمٌ وتملكني الهوان

أخذتني بيديها الاثنتان وهزتني كما يهتز الجبل من البركان

إنظر إلي يا رجلٍ عرفتك منذ زمنٍ كان

قل لي لماذا اعتقدت للحظةٍ باني سأخضع لك وبأي حقٍ وتحت أي عنوان ؟

قل لي يا رجلٍ آمن بنفسه ولم يعرف يوماً معنى الأيمان ؟

أنا أحببتك لاني إمرأةً خلقت لتعشق ولتحب ولتلد الفتيات والفتيان

نعم أحببتك وعرفت طينتك منذ البدء ولكني تركتك لتصل إلى هذا المكان

تركتك تعتقد بأنك ملكاً وبأنك متوجاً بصولجان

تحملت عذابي منك لاني إمرأةً تعرف من أين يأكل الكتف واي نوعٍ من اللحم يرمى للكلبان

قلبك لي وعقلك فقدته وفكرك تبخر وأصبح في خبر كان

وقطعة اللحم التي اعتقدت بأنها تجعل منك رجلاً رمتيها لقطة الجيران منذ أزمان

الآن الآن الآن ...أنت اسيري وأنا حبيبتك التي قلت عنها يوماً بأنها ستزحف زحفاً لتتمسك بأحد القضبان

هذا قضيبك الذي أنت سجينه وهو أصبح سجانك وأنا أصبحت الملكة صاحبة العصر والزمان

أتدري الآن لماذا أسرتك؟

أتدري الآن ؟

هززت برأسي كالذليل وخجلت من نفسي وقلت لها ..أرجوك فكي أسري وسأفعل المستحيل

ضحكت بصوتٍ عالي وسمعت صدى صوتها التلال والوديان ونظرت إلي بسخريةٍ وقالت ..أفك أسرك ؟

هاها ها ههههة .....مستحيل

واستفقنا من الحلم سوياً وبدأنا نضحك نحن الأثنان


افطار صباحي من لبنان

أني ارى أمامي كمٌ هائل من الحوافز والاحتمالات والمتبلات

ملايين من الأحلام قادرةٌ أن تحول الواقع إلى أطباقٍ و ألحانٍ جميلةٍ وانغام

ذهني مليءٌ بأوراق ياناصيب رابحة أوزعها على الأيام

وفمي يشرب دائماً مياهاً عذبةً تسقي الزرع والحمام

وحمامي الأبيض يرفرف معلناً قدوم السلام

سلامٌ يأتي من الداخل أولاً ومن ثم أرسمه على الوجوه بريشة رسام

سلامٌ يأتي إلى الأرض الطاهرة لشعبٍ ما زال يوءمن بالاحلام

أني اصنع لكم وجبة افطارٍ صباحية بوصفةٍ من طباخٍ ماهر

ملعقة كبيرة من الايمان

وملعقة صغيرة من الشجاعة

ثلاثة أكواب صبر وعنفوان

١/٢ كيلو من الحنان

١/٢ كيلو من الصدق

باقة زهور من الغاردينيا

نصف كوب زيت أرز الرب

وعاء محبة كبير

أبدأ بخلط الصدق مع الأيمان في وعاء النفس

وأضيف اليهما أكواب الصبر والعنفوان على نار المحبة لمدة ثلاث دقائق

ومن ثم أضيف اليهما الحنان بعدما أن أكون تأكدت من أن المزيج أصبح لونه أحمر كلون الدم

ومن بعدها أسكب المزيج بقلوب بشرية

ومن ثم انثر فوقها ملعقة الشجاعة وزيت أرز الرب

ومن ثم أقدمها مزينة بازهار الغاردينيا .

هل يمكنك أن تتخيل طعم هذا الأفطار الصباحي ؟

هل تعرف كم هي السعرات الحرارية ؟

هل تعرف كم هي كمية البروتيين والادرينالين في كل غرام ؟

نعم في كل غرام من وجبتي هذه غرام وعشق للحياةوللبشر من الآف السعرات الحرارية

التي تدفأ وتغذي وتدعم الحياة وتعطي الأمل وتبارك الخالق

تذوق من وجبتي هذه ولا تقلق من الوزن الزائد .

فأن زدت محبةً وإيماناً وصدقاً وشجاعةً وحناناً وعنفواناً

،ستزيد على البشرية رونقاً وعطراً أطيب من عطر الغاردينيا والبيلسان

وستكون حمامة سلام ترفرف فوق وطننا لبنان .

وألف صحتين من الشيف الآن صفا


Saturday, October 16, 2010

ضفدعة عم تعلم طفل زغير



ما تزعل قالتلي الضفدعة

ما تزعل لانن قالو عنك أنك مش أمير

ما تزعل وما تحمل هم كتير

وما بقى تسأل بيكفيك إنو قلبك كبير مع إنو بعدك طفل زغير

ليش تا تزعل وأنت كل مرة بتعتذر لانك بتحبن كتير

تطلع فيي أنا ضفدعة زغيرة بس مفعولي كبير

أنا ما بكذب وما بقول اني أميرة وبتصرف متل الشرير

الأمراء يا حبيبي ما بيتهمو قبل ما يعرفو شو عم يصير

الأمراء يا حبيبي بيسألوا تا يعرفو شو عم يصير

ما تزعل أوم غسل وجك الحلو ونام بكير

وتعلم درس أنك ما تزعل من يلي بيبوسك وبس ما يفهمك بيقول عنك انك مش أمير


عندما تتغير شروط الحب الغير مشروط


كل شيء له بديل ولكن لا بديل عنك أنت.

كل شيء نسبي إلا أنت .

فلا أكثرية ولا أقلية ولا وسطية يمكن أن تعادل عملية حبك أللا حسابية.

أحكامك موءبدة ومبرمة ...كلماتك شافية وقاتلة ومحكمة

كل نارٍ حتى نار جهنم يمكن السيطرة عليها بقليلٍ من الأيمان إلا نارك .

فهيأكلتني بنهمٍ وجردتني من اسلحتي .

فلجأت هارباً إلى داري واعتقدت بأني أملك مفاتيح بيتي

و اعتقدت بأني أعرف تماماً شيفرة جهاز إنذاري.

وكم كانت دهشتي كبيرةً عندما وصلت إلى داري

وجدت أقفالي كلها وقد تغيرت ولم تعد تصلح مفاتيحي

وكل أرقام شيفرة إنذاري تبدلت وأضاء الضوء الأحمر وصرخت كل صفارات إنذاري

أصبحت كلصٍ يحاول في خلسةٍ أن يخلع باب بيتي ليسرق مني كل أسراري

وفهمت بأني تعرضت لانقلابٍ وبأنك احتليت بيتي وأخذت مني داري

أني أناديك بأعلى صوتي فأجيبيني عن سوآلي ؟

يا من غيرت كل مداخل روحي وسرقت كل مفاتيح قلبي ويا من غير أقفالي

ويا من بدل بافكاره ألسحرية أفكاري

قولي لي ماذا فعلت لك حتى تطرديني من بيتي ولكي تشيدي جداراً فولاذياً حول أسواري؟

و لماذا رسمت دائرةً حمراء كعلامة خطر الموت على صدري وسلبتي مني نور شمسي ورميتيني في أتون النار ؟

لماذا بربك قولي لي لماذا ؟

لماذا رميتيني في الظلام الدامس من دون قلمٍ أو ورقة وحرمتي علي أن اكتب أشعاري ؟

أني أحذرك يا امراةً احتلت بيتي وداري

حذاري أن تقتلي رجلاً أحبك حباً عذرياً ...حذاري

أني أتوسلك رحمةً بالذكريات بأن تعيدي لي روحي وجواز سفري ووثيقة ميلادي

لكي ارحل بعيداً ولكي ألجأ إلى جزيرةً لا يوجد فيها أقفالٌ ولا مفاتيحٌ ولا بيوت

جزيرةً يسكنها السكوت

فالسكوت أصبح لغتي بعدما حرمتيني من كل أقلامي

وحده السكوت سيكلمك بدلاً عني يا إمرأةً لا بديل عنها

ولا أحداً في الكون غيرها قدر أن يسرق مني روحي ويطردني من عقر داري

سأقول لك كلمةً واحدةً قبل أن تقلع طائرتي إلى المنفى

يا مستوطنةً احتلت بيتي وروحي وقلبي بقوة قلبها ...لن يهنئ لك العيش في بيتي أبداً

فشبح أشعاري سيأتيك كل ليلةٍ ويسمعك شعراً يقشعر له بدنك وستقولين في نفسك كلاماً

يا ريتني ما احتليت بيته يوماً ويا ريتني ما طردته وغيرت كل أقفاله ليصبح داره داري

وحده السكوت المدوي سيقض مضجعك ليلاً وسيسمعك همسات قبلاتي تنفجر كقنابل ذرية

ولن تجدي السكينة إلا عندما تعيديني من منفاي ويعود دراي ليصبح دارك وداري

ولن اعتذر منك لانني أصبحت شريداً ..فكم من المرات قدمت لك إعتذاري ؟

لاول مرةٍ أحسست بالغربة بالرغم من أني ما زلت بالقرب من داري

ولاول مرةٍ أحسست بأن شروط السكن تغيرت بعدما أصبحت شروط الحب الغير المشروط أقصى وأصعب من حبي لك ومن كل أفكاري