كرذات مطرٍ من سماءٍ صافية ، أتت كلماتك لتنعشني ولتسقي ورودي الذابلة
كنسماتٍ ربيعية تداعب براعم زهر اللوز في نيسان لتستقيض من السبات
أيقظت همساتك صميمي الذي كان أصماً لسنواتٍ غابرة
أتيت من قصر الكنوز المخفية المرئية
أتيت لرجلٍ كاد يحس بأنه أصبح عجوزاً يتأسف على سنواتٍ منسية
رذةً أو رذتين ؟
همسةً أو همستين ؟
كانت كافية لتجعل مني سيف عشقٍ ذو حدين
حدٌ مسنونٌ بشفتيك والحد الآخر مسنونٌ برموش العينين
أتيت وعرفت إلى أين أتيت
أتيت ولم تتأخري بحبك لي بعدما رأيت ما رأيت
رأيت وجهي يترآى لك في وجهك
وسمعت صوتاً ونداءً يدعوك ... واستجبت لدعوتي
أخذت زهرةً من زهوري وابتدأت تعلمينها رقصك
رقصت معك كما ترقص زهور اللوز مع الريح
ناعمةٌ أنت تراقصيني وتلفحيني بنسماتك و تأخذيني لسمائك ولحدود الكون الفسيح
رذةٌ أو رذتين ؟
همسةٌ أو همستين ؟
كانت كافية لتجعلني امحي كل الكلمات والأسئلة التي تقول إلى أين ؟
لن أسأل بعد اليوم عن غدي طالما أنت حاضري
لن أسأل بعد اليوم عن الماضي طالما أنت مستقبلي
لن أسأل بعد اليوم عن وجهة سفري طالما أنت هي نهاية محطتي
اعطيت جواز سفري للاطفال المشردين في الشوارع ليوقدوه في النار التي تحرق الوقت والزمان والمكان والماضي الذي كان
اعطيت أسمي للذين ما زالو يفتشون عن أسمٍ وهوية وجواز سفر ،فأسمي محفورٌ على جدران روحك وروحك ابدية ، أزلية ،عالمية ...
فما حاجتي بعد لاسمي إن كنت أنت من خلقني مرةً جديدةً ولكن، ليس من التراب هذه المرة انما من خلال زهرة لوز جسدتيها بالرسم ؟
اعطيت كل مدخراتي وأموالي للفقراء بالروح وللجشعين وللطامحين إلى الأستيلاء على جدارٍ من الأسمنت
فما حاجتي بعد اليوم لمادةٍ تدمر وتحرق وتفنى بدقائق ،طالما أنت تعني لي كل شيءٍ له قيمةٍ حقيقية ؟
اعطيت كل الوقت الذي عشته قبلك من دونك إلى صانعي الساعات لكي يتعلموا أن يضبطوا إيقاع عقاربهم على دقات الثواني الآتية من ثناياك
لكي تثمر زهرات لوزي ولكي أصبح أخضراً طرياً انتظرك لكي تقطفيني وتمضغيني لكي تلامسني شفتيك ولكي العب تحت الماء بلعابك
أحلم بأن أصبح يوماً زيتاً لوزياً أمسح به جسدك وأدلك به أناملك وسواعدك وأكتافك ووجنتيك سهولك وجبالك و وديانك لتصبح فردوساً لوزياً زهرياً
تمتزج به رائحة عطر جسدك بزيتي اللوزي لتصبح مزيجاً سحرياً للعاشقين يكون بمثابة زيتاً مقدساً ينهي عذابهم وآلامهم ويشفيهم شفاءً أبدياً
أحلم ولا أسأل إن كان سيتحقق حلمي لانه بمجرد أني أحلم بك يكون حلمي قد تحقق لاني أحسك كما وأن لا شيء موجودٌ من دون وجودك
أحسك في كل لحظةٍ وفي كل نفسٍ أتنشقه وفي كل خليةٍ سرية من خلايا روحي وجسدي المليونية
أحلم والى أسأل إن كنت قادراً على العيش من دونك لاني لا اهتم لشيئٍ موجود وعلامتك ليست موشومةٌ عليه . فمندون وشمك ليس للزمان أسمٌ
ومن دون رذاتك ليس للربيع أملٌ ومن دون همساتك ليس للرقص موسيقى وليس للموسيقى لحنٌ وليس للحن عازفٌ وليس للعازف آلةٌ يعزف عليها
أحلم بك ولا ينتهي حلمي واكتب أليك ولا ينضب حبر قلمي وأحبك ولا حدود لحبي وأزهر زهراً يزين شعرك واكتب شعراً ممزوجٌ برذات عشقٍ من شفتيك
