Tuesday, November 30, 2010

ما هو ذاك الشيء الذي أسمه حبٌ وغرام ؟

لماذا أحبك حباً غير كل النساء ؟

ما هو ذاك ألسحر الذي تسحرني به بسمتك وضحكتك ؟

ما هو سر قبلتك وبريق عيناك وهمستك و حركة يدك ؟

سحرٌ يمتلكني صبحاً ومساء

ما هو ذاك الشيء الذي أسمه حبٌ وغرام ؟

كثيرون حاموا من حولي ينتظرون لمسةً مني

كثيرون أتوا وذهبوا ولم يأخذوا كما أخذتي أنت مني

أنت أخذت روحي وقلبي وأحلامي ويقظتي ونومي

أنت أخذت أيامي واعطيتيني ألف سبباً وسبباً لاطور فني

ما هو ذاك الشيء الذي أسمه حبٌ وغرام ؟

لم يقدر أحداً غيرك أن يكون بمقياس ذاك الغرام

أنت يا من جعل من كل حواسي خريطةً توصلني إلى عالم الأحلام

أنت يا من جعلني أحس إحساساً لاول مرة في حياتي لن أقدر أن اعبر عنه، بالكلام

ما هو ذاك الشيء الذي أسمه حبٌ وغرام ؟

لم اتمكن من امحي صورتك من ذهني حتى لثواني

يا من تثبتين كل شيءٍ أحسه ليصبح أبدياً و راسخاً في مكاني

كل ساعةٍ وكل دقيقةٍ وكل ثانيةٍ من الثواني ، أحسك

أحاسيسٌ مليئةٌ بالغرام لا تنتهي حتى لو انتهت كل الأيام

أنت يا توأم روحي الذي اتنفسه لأعيش بأمان

أنت الأحساس الذي يفترشني كما يفترش الرمل شواطيء الخلجان

أنت الزمن وأنا الوقت ونحن سوياً ها هنا الآن

ها نحن نعيد للزمان هويته بعدما كان سجيناً وراء قضبان الحرمان

يا توأماً خلق ليعطيني حقنات الحنان كلها

أريد أن أعطيك فلذة كبدي وبور عيوني وكل ألالوان

لكي ترسمي بشفتيك لوحةً زيتيةً اسمها لبنان

الآن ألآن

عرفت بأنك ذاك الحب وذاك الغرام الذي لا يعرف الا طريق الحياة

الآن الآن وإلى الممات

ستبقين روحاً ينعشني ويطربني بأعذب الألحان

ويسلب مني كل الآهات

قال لها تلك الكلمات ... ومات

Monday, November 29, 2010

زلزال العواطف

في صبيحة ذاك اليوم الذي التقاها ،كانت الشمس حارقةٌ أكثر من العادة .في صبيحة ذاك اليوم كانت الأشجار والطيور تهتز وتطاير أوراقها وكأن تشرين إبتداء في آب اللهاب .كان اللقاء الأول بعد مئات السنين من الفراق القسري وكانوا كلاهما متشوقين للاتحاد سوياً بعدما فصلتهم السنوات وجعلت منهم شاباً وفتاة .

قالت له سآتي في الضهيرة ولم يقدر على النوم وتملكه القلق كل يوم حتى يأتي ذاك اليوم ...أتت الضهيرة ولم تأتي فأزداد منسوب اضطرابه بالرغم من أنها اتصلت وقالت ، اعذرني لاني سأتأخر لبعض الوقت ولكني في طبيعة الحال آتيةٌ إليك لا محال. ومرت الساعات كمئات السنوات ...وأتت كحمامةٍ بيضاء انفتحت لها السماء ورفرفت في رأسي وقالت ... اشتقت إليك يا روحي تعال لنطير سوياً ...لم أنطق بكلمةٍ واحدة .خرست وأصبحت متجمداً في مكاني عندما نظرت إلى عينيها وتذكرت من أين أنا وأين هو مكاني ..مرت ثلاث دقائق قبل أن نعود إلى حيث كنا يوماً من الايام في قديم الزمان .ثلاث دقائق واصبحنا في عشنا الصغير وحتى الآن لم المسها بعد ،فقط كانت تتلامس العينان ،وفي الدقيقة الرابعة و الثانية الخامسة عشر ، لمستها ثانيةً لمدة ثانية ،فاهتزت الأرض والحيطان وإبتداء زلزال عواطفنا يهزنا شمالاً ويميناً وفي كل الأتجاهات .زلزالٌ غير معالم كوننا واعادنا إلى عصر الرومانسية المنسية و من بعد الزلزال إبتداء أن يتفجر البركان وأن يطوف الطوفان ،فطافت الأنهر وتفجرت ينابيع شوقنا وامتلأت السهول والوديان بحمم قبلاتنا الحارقة وانسابت إلى الخلجان قطرات العرق التي نبعت من أجسادنا ،فحولت مياه البحر المالحة إلى مياه شفة حلتها شفتينا وجعلت ملحها عسلٌ بري . كل هذا حصل في الدقيقة الرابعة و الثانية الخامسة عشر من ذاك اليوم ومازالت تداعيات الزلزال تغير معالم الكون وتجيب على كل سوآل .

على أية مقياس يقاس زلزال العواطف ؟

إلى أية درجة يمكن للعواطف أن تعيد رسم المعالم ؟

كيف يمكن أن نتأكد من أن الزلزال سيعمر بعد أن يدمر ؟

زلزال العواطف يحصل فقط عندما يتلاقى شخصان بقوةٍ جاذبيةٍ فيلتحمان ليدمرا القديم وليصنعا كل شيٍ جديد

Friday, November 26, 2010

فستان أو كفن ؟ متل ما بتريد

من بعيد لبعيد صرت متل بنت كانت تحلم بالقمر يغمرها كل ليلة

صرت واقفي وعم شوفك تبعدي عني و بيناتنا في شريط حديد

من بعيد لبعيد حسيت كيف الريح أخذتك مني

من بعيد لبعيد عم أسمع صدى غنيتك الجديدي كلماتها مش عم تحكي عني

هيدا القمر يلي كنت خبرو كل شي عنك ، هوي رح يخبرك من يوم ورايح كل شي عني

إذا رجعت شي نهار ولقيتني بعدني لابستلك الأبيض ،ما تنغش وتفكتر إنو هيدا هوي الفستان

تطلع منيح وشوف كيف صار فستاني الأبيض صار كفني

ما تقول اني كئيبة وعم فكر أفكار سوداوية

ما تقول اني سلبية ...

قول اني إنسلبت بقلبي وبعقلي وبروحي وبعينيي

وبدك ياني كون فرحاني وشريط الحديد المشوك عم يبعدك عني وجرحلي إيديي ؟

نورك يا قمر كان نعمة وفرح واكبر سبب أني كون عشقاني

واليوم نورك يا قمر صار لعنة، لانو كل مرة نورك بيلمسني ،نار الفراق بتحرقني

هيدي آخر مرة بشوفك فيها يا قمر

أنا رايحة عا مملكة العتمة

وإذا شي نهار رجعت تذكرتني

تذكر إنو الفستان الأبيض يلي كنت البسو وأحلم انك شي يوم تفك زرارو

الفستان صار كفن واندفن معو الحلم وناطر تا تجي أنت تا تقوم قيامتو ويبوح بأسرارو

فستان أخذ معي سنين وقياساتو عا قد الحب والولع والشوق والحنين لخياطو

أنت خيطت هالفستان وبتعرف منيح نوع قماشاتو

أنا من دونك عرياني والفستان صار كفن ، يلا تعا ورجعني تا عيش ولبسني الفستان ورجاع فك زرارو

و إذا ضليت بعيد عني و ما جيت بكون فشيت خلقي وحكيت

وبيضل الحلم ملكي أنا ولو بدك تشك براسك ريش, بعد اليوم مش رح تسمع اخبارو


Thursday, November 25, 2010

ملكة مجنزرة

افتكرت إنو هيك بتصير ملكة

تجوزت رجال عندو كرش كبير و مملكة

رجال كان ناقصو شي واحد تا تكمل التشكيلة

كان ناقصو ملكة ذكية وجميلة

وهي مظبوط كانت ذكية وبعدها جميلة

بس بعدما تجوزتو صار يربحها مليون جميلي

ملكة وصارت وعا عرش المملكة تربعت المدام

وبيوم من الأيام بعدما تعودت عالقصر والخدام

وبعدما زهقت من الاستقبالات ووعيت من الأحلام

هي وقاعدي وحدها عا كرسي العرش وبوجها قاعد الملك وقدامو مدندل الكرش

تذكرت حبيبها الرياضي والوسيم ألما كان عندو قرش

قالت لحالها صحيح كنا فقراء ،بس كنت معو حس حالي مبسوطة كتير

بلشت تتذكر كيف كانو يلعبو أميرة وأمير

وكيف كان يبوسا كل يوم الصبح بكير

وبلشت تبكي وتتحسر عا حالها وقامت بدها تفل بس ما كانت عارفي إنو الملك رابطها بجنازير

بكيت وتذكرت قديش ترجاها وقلها بفديكي بروحي بس ما تروحي

كان يقلها يا حبيبتي العمر كتير قصير .ما تنغشي كتير بفساتين الحرير

أنا بسلخ جلدي عني وبعملك فستان وبعرسنا منعمل طني ورني وبقص جوانج الحمام وبعملن تيجان

والورد الأحمر يلي بدمي سقيتو بعملك منو باقة

وقلبي المذهب يلي بقلبك حطيتو بزينو بفضة و بربطو بخيطان

وبخلي النسر يحملو ويطير وقلوبنا معو من الفرحة تطير

وهي غرقاني بأفكارها نقزت بس الملك بلش يقرا افكارها

فنجر عيوني وقلها بمين كنتي عم تفكري ..بمين ؟

ما تنسي أنك ملكي أنا وأنك حلفتي يمين

أنك تضلي ملكة مربوطة بكرستك إلى أبد الآبدين

قالتلو يا سيدي الملك أنا بنت كنت أحلم صير ملكة

بس ما كنت عارفي إنو حياة المملكة كلها ضجر

زهقت من الفساتين وما بدي لا جواهر ولا جزادين

وما عاد بدي شوف كرشك وأتصبح بوجك كل يوم يا لعين

خود مني كل شي بس رجعني متل ما كنت ..بنت بتحب ومملكتها هي الحب والحنين

رجعني لعند حبيبي وأنت خليك هون وحدك مع الجرادين

Wednesday, November 24, 2010

الحلم بعدو عم يكبر ... ما تخليه يزغر

أوقات لمن بدي أكمش اللحظات يلي عم تهرب مني

لمن بدي اغمر الوقت يلي عم يروح وما خليه يهرب مني

أكمشن منيح ،بس ما أقدر ..الوقت يلي عم يفلت ونحنا عم نكبر

أوقات الكلمات بتخلص والنهايات بتخلص تا تبلش أسطر جديدة

والافكار بتصير متل النار ،بتهب لحظات وبتنطفي لحظات وبتكفي بطريقها الحياة

وأوقات لمن بحس كأنو كل شي إنتهى والحبر عم يخلص ،بتذكرك وبيبلش الدم يصير حبر وبكتبلك شعر

والوقت معك بيصير معجزة بيعجز العقل يفهما،وبصير متل شي ولد زغير بدو يعد كل نجوم السما

وكلما عديت نجمة وكتبت عليها أسمي كنتي تضحكي وتبتسمي

والوقت يصير ملون متل شي رسمة مرسومة بأيد رسام

وبيبلش عمر جديد ووقت جديد مش من ثواني أو دقايق أو ايام

الوقت عم يخلص مش بس لانو عم نكبر

الوقت عم يخلص لانو حلمنا صار مع الوقت أصغر

لو إنو حلمنا بعدو متل يوم كنا زغار

كان الوقت بيصير لعبة تخابي منلعبا بالدار

و المسافة بين الوقت والعمر ما بتصير بس ٣ أمتار

وما منسمع القلب عم يشتكي والعقل عم يسألنا دخلكن شو صار ؟

عم أسمع همسات ووشوشات حسستني برعشة

سمعت صوتك عم يقلي يلا تعا معي لفوق الغيوم تا نمشي

وبس مشيت معك هز براسو الوقت وقلي عيش الحلم وإذا ما عشتو غير حالك ما تلوم

سوا مشينا سوا ربينا وسوا رح نخلي الوقت والحلم يتجدد فينا تا ما ننسى أسامي أحلامنا وهني ينسو اسامينا

و تا يبلشو اصحابنا يتمثلو فينا و يلحقونا عا بلادنا وتحلى ليالينا

وبليلة كانت الدني يأساني وكان الوقت عم يقلي إنو رح زماني

صارت الليلة سعيدة و الدني صارت جديدي والبنت يلي كانت وحيدي حطت ايدها بأيدي

ساعاتنا كبينا والوقت من موبايلاتنا خفينا وغير كلمات الحب ما سمعو دينينا

وصرنا نضحك ومش فارقة معنا إذا الناس ضحكو معنا أو ضحكو علينا

الوقت بيكفي لنعيش مليون سنة وأكتر إذا كنت بعدك عم تحلم وبعدو حلمك عم يكبر

الحلم بعدو عم يكبر ... ما تخليه يزغر


Monday, November 22, 2010

أدمنت... فآمنت















كنت كطيرٍ سجيناً في قفص الواقعية الصغير ،فأتتني كفتاةٍ تلبس فستاناً أحمراً وفتحت لي باب القفص لأطير

نظرت إلى عيني وابتسمت وهمست في أذني كلاماً مثير جعلني أرفرف فوراً ومن الفرح أطير وأصبحت

أينما ذهبت ترافقني وتأخذ بيدي وتعانقني

تجعلني أرى الكون بعيونٍ لاهفةٍ وتبهرني

هي أشعة النور المنسابة من بين أغصان الشجر

هي إنعكاس الضوء على الماء هي جواز السفر

تفاجأني دوماً لانها تريني أكثر مما كنت انتظر

تريني الجبال والوديان وكل شيءٍ خلابٍ وممتع للنظر

تجعل من جسدي ألواناً مرسومةً بيد الخالق بلمحة نظر

عندما تأخذني إلى حضن الطبيعة وتعيد إلي هويتي لاعود لاصبح بشر


هي أصبحت ادماني وكل ما يتمناه القلب والعقل والنظر

أدمنت عليها إدماناً جعلني أتحرر من عقدة الضجر وجعلني التقت الصور

كيف لي أن أضجر و أصبحت لا أكاد انتهي من لذةٍ حتى تبدأ لذاتٌ أخرى لا تغتفر

أدمنت وآمنت بأنها بعد الله والصحة ، أهم شيءٍ يحتاجه البشر

وفي كل مرةٍ أمتطيها كالفرس أحس بنشوةٍ تدق كجرسٍ في كل أنحاء جسدي

وتسمع نبضات قلبي لملايين البشر

جربت مراراً أن التقت صورةً لها ولكن عبثاً ...ففي كل مرةٍ كانت تحترق كل الصور

موجودةٌ بقوةٍ في كل مكانٍ ،ولكنها تأبى أن تبقى في مكانٍ واحدٍ صنع من حجر

هي الفرحة وهي البهجة وهي لعبة الطفل وهي مخيلة البشر

باركني الرب بها وقال لي مد يدك لها وأعطها

ولا تتركها انداً وألحق بها ودعها تأخذك معها إلى مخابئها

ألعب معها كطفلٍ يلعب بلعبته ، وتعلم منها ولا تزعجها بكلاماً عقلانياً يقتل روحها

تعلم منها أن ترى الأشياء البسيطة وبأن تفتخر بها

المخيلة عطيةٌ من السماء لا تسكن إلا عقول وقلوب الأطفال وكل من يأمن بها

هي الخطوة الأولى إلى عالمٍ يبهر تأخذ منها الأفكار والألوان لتجعل منها واقعاً لحياتك ولكي تثمر

أدمنت عليها واحببتها فأصبحت تأخذ بيدي كل يومٍ وتريني أموراً تلهب القلب وبالحب والعشق تشعر

جعلت مني شاعراً لا يخاف أن يتكلم عن مشاعره وعن شهواته الآخرين يخبر

أدمنت عليها فأدمنت علي وأصبحت كلماتي مخيلتي تسكر

وكلما سكرت مخيلتي أكثر كلما كتبت شعراً السكارى منه تصحى لكي تعود وتسكر .

سمتيها هي لانها كالمرأة تحب وتعشق وتلعب وتربي أجيالاً والحرية تحت جناحيها ترفرف لتأخذك إلى عالم أوسع وأكبر

Sunday, November 21, 2010

مثلثي البرمودي حيث أنت يا قمري

يا مثلثي السرمدي الأبدي

يا جزأً لا يتجزأ من روحي وجسدي

يا ربيعاً أزهر غاردينيا بلمسةٍ لامستني لينبت وردي

يا زجاجة نبيذٍ أحمر أسكرت شفتي وأنستني يومي وغدي

هل أنت خيالاً أم حقيقةً أم حلماً أم واقعاً ؟ لا أدري

ولكني أدري بأنك دائماً في قلبي وفي عقلي

وتتمرجحين بين رواياي في صدري

وأعرف بأنك أنت من أعطى مزيداً من السنين لعمري

ولكن إن كنت أنا لا أدري ، هل تدرين أنت أو لا تدري ؟

هل تدرين كم أعشقك وكم أحبك وكم أريد أن أتنشقك؟

هل تدرين كم أريد أن أقبل كل زاويةٍ في روحك وجسدك ؟

هل تدرين كم أريد أن أطير بك إلى عالمٍ أخآذٍ يشبهك ؟

لماذا أسأل وأنا أدري بأنك تعشقين روحي كما تعشقين توأمك؟

لماذا أسأل وأنا أدري بأنك تتنشقين أريجي وتلبسين قميص نومك جلدي ؟

لماذا أسأل وأنا أدري بأنك تنشدين أغنيةً انشدها دوماً من حيث لا أدري ؟

لماذا أسأل وأنا أدري بأنك أنت نور عيوني وقمر ليلي وسحر بدري ؟

أني أسأل لكي يكون السوأل جواباً في كل لحظةٍ يكبر فيها حبي ...فهو يكبر أكثر بكثيرٍ من البحر

تعالي إلي والبسيني قميص نومك، جلدي ،أني ارتجف من البرد

تعالي واحرقي شفتي المتجمدتان بلهيب شفتيك وأفترشي بي الأرض

تعالي وأشعلي موقدةً اشتاقت لنارك

تعالي واغسلي جسدي المتجمد بالجمر

تعالي وامسكي بيدي وعمديني ببحر مثلثك البرمودي، حيث تستلقين أنت يا قمري


ملاكٌ يتحرر من اجنحته ويسقط في حضن حبيبته

طردت من الجنة و تركت ألنعيم بلمحة بصر

و نيران الجحيم ابتدأت تلعق كاحلي وتجتاحني

لانني ارتكبت معصيةً صغيرة

آهٍ من جهنم الأنتقام

أين المغفرة و التفهم والمحبة ؟

أنا ملاكٌ طردت من النعيم ونزلت من السماء

وحطت رحالي على صخرةٍ عاريةٍ في الصحراء

والسماء تشتعل من فوقي

والطيور تبكي وتشارك الحوريات بالعزاء

قالو لي رفاقي بأني مغفلٌ لانني تركت النعيم وأتيت إلى جحيم الضعفاء

لم يعرفوا بأني تركت النعيم لاجل صبيةٍ حسناء

لم يعرفوا بأن نعيمها جنةٌ فردوسيةٌ حلمت بها منذ كنت طفلاً في السماء

الأجل هذا تعاقبوني وترسلوني إلى المنفى بعيداً عن السماء ؟

أين المغفرة والتفهم والمحبة و الآخاء ؟

طردت من الجنة لاني أحببتك يا ملاكاً عاشت بين أنياب الاشرار و لكنك بقيت أمثولةً للابرار

أنت ملاكاً على الأرض تحاربين الشر بجسدك وبدمك وتنشرين للآخرين محبتك

فكم وكم نظرت إليك من السماء وأنت تجاهدين لتساعدي الضعفاء

رأيتك تساعدين الفقراء ا والمحتاجين ولم تسألي يوماً عن ألدين

رأيتك تحملين أثقالهم ورأيت الملائكة في عروشهم كيف كانوا مرتاحين

رأيتك كيف تحبين كل بشرٍ من كل دين وهم كانوا يميزون بين مسيحيين ويهود وبوذيين ومسلمين

غضبت السماء مني وطردتني وجعلتني ملاكاً مشرداً على أرضٍ يحكمها أشرارٌ أقوياء

وخطيئتي الكبرى كانت بأني أحببت روح إمرأةٍ في جسدٍ لم يعرف الخطيئة يوماً

خلعوا عني رداء وأجنحتي الملائكية وألبسوني جسداً بشرياً من دون ثياب

انتظروا حتى تهب العاصفة ليرموني

ارسلوا ورائي النسور الكاسرة ليرهبوني

أرسلوا ورائي الذئاب

التجأت أليك يا ملاكي ولم أجدك ..فأنت دأماً في الترحال وأنا وصلت إلى عالمك ولم أسألك ذاك السوآل

هل يمكنني العيش معك ؟

ولكني كنت أعرف الجواب لانك كنت تقولين لي دوماً : من يسأل لا يستحق ،بل من يستحق يأخذ بدون سوأل

وصلت ولم أجدك فوجدت بيتاً كبيراً ورحت أطرق على الباب

وفتح باب جهنم على مصراعيه وناداني احدهم وقال : أهلاً وسهلاً بك في مملكة العذاب

ضحكت ملياً من كل قلبي واندهش كل الحاضرين المنتظرين قدومي وابتداء ينقشع ألسحاب

قالوا لي ما بالك تضحك وأنت في جهنم وكل ما ينتظرك هو العذاب ؟

قلت لهم : العذاب الأكبر هو أن تكون ملاكاً لا حرية لك وأن تعيش خائفاً كل حياتك ولا تستطيع أن تتحكم بقراراتك

أنا ملاكٌ كنت أعيش في النعيم ولكني عندما قررت أن أفعل ما أريد ،طردت ولعنت وأصبحت منبوذاً حتى الممات

وخطيئتي الكبرى كانت بأني أحببت انسانةً بشريةً تكد وتجهد وتفعل أكثر مما يفعله عشرات الملاكة بمئات المرات

أنتم هنا تعتقدون بأنكم في جهنم لانكم لا تعرفون سر الحياة

وأنتم تحترقون بأفكاركم الخاطئة وليس بنارٍ لا وجود له ،فأنا أكاد اتجمد من البرد في وسط جهنمكم الجرداء

تعالوا معي لاريكم حبيبتي التي جعلت مني ملاكاً يعرف معنى الحياة

تعالوا معي واتركوا جهنم أفكاركم السوداء .

إن الله محبة والمحبة لا تعرف الأذية ولا تعرف العذاب

تعالوا إلى نعيم الحياة وتعلموا بأن المحبة تشفي كل الأمراض و تمحي كل أنواع العذاب

أن المحبة تغلب الشر وتتغلب على الصعاب ولا تفرق بين البشر انما تجعلهم أحباب

تعالوا وادخلوا معي إلى جنةٍ جديدةٍ اسمها : المحبة الملائكية التي جعلت من الملاك رجلاً يتنشق الحرية