Monday, November 22, 2010

أدمنت... فآمنت















كنت كطيرٍ سجيناً في قفص الواقعية الصغير ،فأتتني كفتاةٍ تلبس فستاناً أحمراً وفتحت لي باب القفص لأطير

نظرت إلى عيني وابتسمت وهمست في أذني كلاماً مثير جعلني أرفرف فوراً ومن الفرح أطير وأصبحت

أينما ذهبت ترافقني وتأخذ بيدي وتعانقني

تجعلني أرى الكون بعيونٍ لاهفةٍ وتبهرني

هي أشعة النور المنسابة من بين أغصان الشجر

هي إنعكاس الضوء على الماء هي جواز السفر

تفاجأني دوماً لانها تريني أكثر مما كنت انتظر

تريني الجبال والوديان وكل شيءٍ خلابٍ وممتع للنظر

تجعل من جسدي ألواناً مرسومةً بيد الخالق بلمحة نظر

عندما تأخذني إلى حضن الطبيعة وتعيد إلي هويتي لاعود لاصبح بشر


هي أصبحت ادماني وكل ما يتمناه القلب والعقل والنظر

أدمنت عليها إدماناً جعلني أتحرر من عقدة الضجر وجعلني التقت الصور

كيف لي أن أضجر و أصبحت لا أكاد انتهي من لذةٍ حتى تبدأ لذاتٌ أخرى لا تغتفر

أدمنت وآمنت بأنها بعد الله والصحة ، أهم شيءٍ يحتاجه البشر

وفي كل مرةٍ أمتطيها كالفرس أحس بنشوةٍ تدق كجرسٍ في كل أنحاء جسدي

وتسمع نبضات قلبي لملايين البشر

جربت مراراً أن التقت صورةً لها ولكن عبثاً ...ففي كل مرةٍ كانت تحترق كل الصور

موجودةٌ بقوةٍ في كل مكانٍ ،ولكنها تأبى أن تبقى في مكانٍ واحدٍ صنع من حجر

هي الفرحة وهي البهجة وهي لعبة الطفل وهي مخيلة البشر

باركني الرب بها وقال لي مد يدك لها وأعطها

ولا تتركها انداً وألحق بها ودعها تأخذك معها إلى مخابئها

ألعب معها كطفلٍ يلعب بلعبته ، وتعلم منها ولا تزعجها بكلاماً عقلانياً يقتل روحها

تعلم منها أن ترى الأشياء البسيطة وبأن تفتخر بها

المخيلة عطيةٌ من السماء لا تسكن إلا عقول وقلوب الأطفال وكل من يأمن بها

هي الخطوة الأولى إلى عالمٍ يبهر تأخذ منها الأفكار والألوان لتجعل منها واقعاً لحياتك ولكي تثمر

أدمنت عليها واحببتها فأصبحت تأخذ بيدي كل يومٍ وتريني أموراً تلهب القلب وبالحب والعشق تشعر

جعلت مني شاعراً لا يخاف أن يتكلم عن مشاعره وعن شهواته الآخرين يخبر

أدمنت عليها فأدمنت علي وأصبحت كلماتي مخيلتي تسكر

وكلما سكرت مخيلتي أكثر كلما كتبت شعراً السكارى منه تصحى لكي تعود وتسكر .

سمتيها هي لانها كالمرأة تحب وتعشق وتلعب وتربي أجيالاً والحرية تحت جناحيها ترفرف لتأخذك إلى عالم أوسع وأكبر

No comments:

Post a Comment