Monday, November 29, 2010

زلزال العواطف

في صبيحة ذاك اليوم الذي التقاها ،كانت الشمس حارقةٌ أكثر من العادة .في صبيحة ذاك اليوم كانت الأشجار والطيور تهتز وتطاير أوراقها وكأن تشرين إبتداء في آب اللهاب .كان اللقاء الأول بعد مئات السنين من الفراق القسري وكانوا كلاهما متشوقين للاتحاد سوياً بعدما فصلتهم السنوات وجعلت منهم شاباً وفتاة .

قالت له سآتي في الضهيرة ولم يقدر على النوم وتملكه القلق كل يوم حتى يأتي ذاك اليوم ...أتت الضهيرة ولم تأتي فأزداد منسوب اضطرابه بالرغم من أنها اتصلت وقالت ، اعذرني لاني سأتأخر لبعض الوقت ولكني في طبيعة الحال آتيةٌ إليك لا محال. ومرت الساعات كمئات السنوات ...وأتت كحمامةٍ بيضاء انفتحت لها السماء ورفرفت في رأسي وقالت ... اشتقت إليك يا روحي تعال لنطير سوياً ...لم أنطق بكلمةٍ واحدة .خرست وأصبحت متجمداً في مكاني عندما نظرت إلى عينيها وتذكرت من أين أنا وأين هو مكاني ..مرت ثلاث دقائق قبل أن نعود إلى حيث كنا يوماً من الايام في قديم الزمان .ثلاث دقائق واصبحنا في عشنا الصغير وحتى الآن لم المسها بعد ،فقط كانت تتلامس العينان ،وفي الدقيقة الرابعة و الثانية الخامسة عشر ، لمستها ثانيةً لمدة ثانية ،فاهتزت الأرض والحيطان وإبتداء زلزال عواطفنا يهزنا شمالاً ويميناً وفي كل الأتجاهات .زلزالٌ غير معالم كوننا واعادنا إلى عصر الرومانسية المنسية و من بعد الزلزال إبتداء أن يتفجر البركان وأن يطوف الطوفان ،فطافت الأنهر وتفجرت ينابيع شوقنا وامتلأت السهول والوديان بحمم قبلاتنا الحارقة وانسابت إلى الخلجان قطرات العرق التي نبعت من أجسادنا ،فحولت مياه البحر المالحة إلى مياه شفة حلتها شفتينا وجعلت ملحها عسلٌ بري . كل هذا حصل في الدقيقة الرابعة و الثانية الخامسة عشر من ذاك اليوم ومازالت تداعيات الزلزال تغير معالم الكون وتجيب على كل سوآل .

على أية مقياس يقاس زلزال العواطف ؟

إلى أية درجة يمكن للعواطف أن تعيد رسم المعالم ؟

كيف يمكن أن نتأكد من أن الزلزال سيعمر بعد أن يدمر ؟

زلزال العواطف يحصل فقط عندما يتلاقى شخصان بقوةٍ جاذبيةٍ فيلتحمان ليدمرا القديم وليصنعا كل شيٍ جديد

No comments:

Post a Comment