Sunday, November 21, 2010

ملاكٌ يتحرر من اجنحته ويسقط في حضن حبيبته

طردت من الجنة و تركت ألنعيم بلمحة بصر

و نيران الجحيم ابتدأت تلعق كاحلي وتجتاحني

لانني ارتكبت معصيةً صغيرة

آهٍ من جهنم الأنتقام

أين المغفرة و التفهم والمحبة ؟

أنا ملاكٌ طردت من النعيم ونزلت من السماء

وحطت رحالي على صخرةٍ عاريةٍ في الصحراء

والسماء تشتعل من فوقي

والطيور تبكي وتشارك الحوريات بالعزاء

قالو لي رفاقي بأني مغفلٌ لانني تركت النعيم وأتيت إلى جحيم الضعفاء

لم يعرفوا بأني تركت النعيم لاجل صبيةٍ حسناء

لم يعرفوا بأن نعيمها جنةٌ فردوسيةٌ حلمت بها منذ كنت طفلاً في السماء

الأجل هذا تعاقبوني وترسلوني إلى المنفى بعيداً عن السماء ؟

أين المغفرة والتفهم والمحبة و الآخاء ؟

طردت من الجنة لاني أحببتك يا ملاكاً عاشت بين أنياب الاشرار و لكنك بقيت أمثولةً للابرار

أنت ملاكاً على الأرض تحاربين الشر بجسدك وبدمك وتنشرين للآخرين محبتك

فكم وكم نظرت إليك من السماء وأنت تجاهدين لتساعدي الضعفاء

رأيتك تساعدين الفقراء ا والمحتاجين ولم تسألي يوماً عن ألدين

رأيتك تحملين أثقالهم ورأيت الملائكة في عروشهم كيف كانوا مرتاحين

رأيتك كيف تحبين كل بشرٍ من كل دين وهم كانوا يميزون بين مسيحيين ويهود وبوذيين ومسلمين

غضبت السماء مني وطردتني وجعلتني ملاكاً مشرداً على أرضٍ يحكمها أشرارٌ أقوياء

وخطيئتي الكبرى كانت بأني أحببت روح إمرأةٍ في جسدٍ لم يعرف الخطيئة يوماً

خلعوا عني رداء وأجنحتي الملائكية وألبسوني جسداً بشرياً من دون ثياب

انتظروا حتى تهب العاصفة ليرموني

ارسلوا ورائي النسور الكاسرة ليرهبوني

أرسلوا ورائي الذئاب

التجأت أليك يا ملاكي ولم أجدك ..فأنت دأماً في الترحال وأنا وصلت إلى عالمك ولم أسألك ذاك السوآل

هل يمكنني العيش معك ؟

ولكني كنت أعرف الجواب لانك كنت تقولين لي دوماً : من يسأل لا يستحق ،بل من يستحق يأخذ بدون سوأل

وصلت ولم أجدك فوجدت بيتاً كبيراً ورحت أطرق على الباب

وفتح باب جهنم على مصراعيه وناداني احدهم وقال : أهلاً وسهلاً بك في مملكة العذاب

ضحكت ملياً من كل قلبي واندهش كل الحاضرين المنتظرين قدومي وابتداء ينقشع ألسحاب

قالوا لي ما بالك تضحك وأنت في جهنم وكل ما ينتظرك هو العذاب ؟

قلت لهم : العذاب الأكبر هو أن تكون ملاكاً لا حرية لك وأن تعيش خائفاً كل حياتك ولا تستطيع أن تتحكم بقراراتك

أنا ملاكٌ كنت أعيش في النعيم ولكني عندما قررت أن أفعل ما أريد ،طردت ولعنت وأصبحت منبوذاً حتى الممات

وخطيئتي الكبرى كانت بأني أحببت انسانةً بشريةً تكد وتجهد وتفعل أكثر مما يفعله عشرات الملاكة بمئات المرات

أنتم هنا تعتقدون بأنكم في جهنم لانكم لا تعرفون سر الحياة

وأنتم تحترقون بأفكاركم الخاطئة وليس بنارٍ لا وجود له ،فأنا أكاد اتجمد من البرد في وسط جهنمكم الجرداء

تعالوا معي لاريكم حبيبتي التي جعلت مني ملاكاً يعرف معنى الحياة

تعالوا معي واتركوا جهنم أفكاركم السوداء .

إن الله محبة والمحبة لا تعرف الأذية ولا تعرف العذاب

تعالوا إلى نعيم الحياة وتعلموا بأن المحبة تشفي كل الأمراض و تمحي كل أنواع العذاب

أن المحبة تغلب الشر وتتغلب على الصعاب ولا تفرق بين البشر انما تجعلهم أحباب

تعالوا وادخلوا معي إلى جنةٍ جديدةٍ اسمها : المحبة الملائكية التي جعلت من الملاك رجلاً يتنشق الحرية


No comments:

Post a Comment