Thursday, November 18, 2010

سيدةٍ شرقيةٍ اسمها... المستحيل

سيدةٌ شرقيةٌ جميلةٌ تتغندر بكعبها العالي في حقل ألغامٍ زرعتها أيدي الرجال الذين لا يعرفون من الحب سوى شهوة الوصال .

انتظروها جميعهم واختبأوا خلف أسوارٍ من قضبان .

خطت خطوتها الأولى وهي غير آبهةٍ بتحذيرات الحوريات والجنيات

تغندرت ومشت كبهلوان وفستانها الأحمر أشعل في قلوبهم وبين أرجلهم النار ، وابتدوا يخلعون سراويلهم و يفكفكون الزنار تلو الزنار

اعتقدوا بأنها ستنفجر بلغمٍ في أية لحظة وستملأ بشظاياها الديار

تغندرت ورقصت واشعلت في قلوبهم المزيد من النار وهي توحي لهم بأنهم أشرار

وبدأو ينظرون إلى بعضهم بعضاً وهم رجالٌ تجار ، خلعوا عنهم سراويلهم التي أتت عليها ألسنة النار

وصلت المرأة إلى قمةٍ عاليةٍ وهم ما زالوا يختبئون وراء القضبان ، فعرفوا بأنهم اصبحوا سجنائها الآن

رجالٌ شرقيون بلا سراويل ،زرعوا الألغام لسيدةٍ شرقيةٍ اسمها المستحيل

ورثوا عن آبائهم الزنانير والمواويل وما زالوا يعتقدون بأن المرأة كآلة تسجيل يمكنهم أن يقولون لها ما يشأوون، وبالرغم عنها اليهم تميل

نظرت اليهم من على قمتها وابتدأت تتمايل بقامتها وخلعت من رجلها إحدى أحذيتها وقالت لهم... من يريد أن يمارس معي عليه أن يلتقط حذائي أولاً ويأتي به إلى هنا ثانيةً لاهبه ما يريد ثالثاً .

ورمت بالحذاء و أول ما فعلوه ركضوا مثل الثيران يتسابقون لكي يلتقطونه ونسوا للحظات ما زرعته أيديهم وابتدأت الأنفجارات تتفجر بواحدهم تلو الآخر .

وبدأت تعدهم ... واحد ،إثنان ،ثلاثة ،أربعة... وكل مرة ينفجر لغمٍ بأحدهم كانت تصرخ صرخةً وكأنها في قمة النشوة وهي تمارس الحب مع احدهم .

اثني عشر رجلاً ماتوا شهداء الحذاء

هم خسروا حياتهم

وهي خسرت فردة حذاء و ما زالت تتغندر بحذاءٍ واحد وتبتسم وتتعطر بالدهاء

شمشون كان أولهم ولكنهم لم يتعلموا شيئاً جيداً من الآباء

اليوم ما زال الرجل الشرقي يعيش في عالم أقل ما يقال عنه بأنه عالم التعساء

تعيسٌ لانه ما زال دماغه الجنسي عالقٌ بين فخذيه ورأسه مليءٌ بالغباء

أنا رجلٌ شرقيٌ ولكن عندي دماغين ،واحدٌ للقرارات والآخر للمغامرات

ولكنني تعلمت من المرأة سر الودعاء

تعلمت من أمي ومن أختي ومن حبيبتي ومن ابنتي بأن المرأة هي عطية الله من السماء

قال لنا لنحبها ولنشعرها بالامان في كل الاديان

قال لنا لنعطيها حقها ولنتساوى معها ولنأخذ رأيها بالحسبان

قال لنا لننتبه لانفسنا من أن نصبح طاغيةً تأمر وتطلب ما ليس لنا حق فيه وأن لا نصبح أدآة للشيطان

اثني عشر رجلاً ماتوا يرمزون إلى اثني عشر شهراً وسنةً كاملةً من الزمان

يا إمرأةً شرقيةً مات لاجلها العربان ...علميهم منذ طفولتهم أن يصبحوا رجالاً لا قطعان .

رجالاً بدماغان .إن تعطل احدهم إشتغل الثان وان تعطلوا الأثنان ،كان على الدنيا السلام

No comments:

Post a Comment