Sunday, November 14, 2010

لا جديد تحت الشمس

في زمن التغيرات المتلاحقه والرياح التي تغير جهتها بسرعةٍ فائقه لا بد للمراقب والكاتب أن يتأثر بطريقه أو بأخرى مما تجعله أو تجعلها تكتب ما وراء الريح وما قبل العاصفه وبعدها وما حصل وسيحصل ولكن أحياناً كثيره نعتقد نحن الكتاب بأننا اكتشفنا شيئاً جديداً وسوريالياً لم يكتشفه أحدٌ قبلنا، ونعتقد بأن الأمور الكبيره والأساسيه تتغير كذلك ولكن، لا جديد تحت الشمس . فكل الذي يجري الآن ما هو إلا طبعةً منقحةً لما حصل سابقاً ولكن بأسلوب شيق وإخراج حديث ولكن قد يقول لي قائلاً مهلاً . نحن يا أعزائي نعيش في عصر الأنترنت والمعلوماتيه وعصر الفايس بوك ،وهذا كله جديد ولم يكن قبلاً والناس تتواصل الآن مع بعضها البعض بسرعه فائقه ، هذا صحيح ولكن هل تقربنا لبعضنا أكثر من قبل أم اننا الآن فقط نعرف بأن اصدقائنا يعانون الوحده ويريدوننا أن نعطيهم وقتاً أكثر ومساحةً أكبر في حياتنا ؟ نعم كلنا في هذا الكون بحاجه ماسه لان نكون محبوبين من الآخرين وأن نكون محترمين لكوننا من نكون وليس ما يفترض بنا أن نكون وكلنا يكتب ويشارك الآخرين لان العطاء له لذةً أعمق وأكبر وسرمديه أكثر من الأخذ، لذلك نستطيع أن نأكد بأن حاجتنا الأساسيه كبشر لم تتغير ولم يأتي شيئاً جديداً يجعلنا نشعر بالسعاده الحقيقيه مثلما تجعلنا نشعر بتلك السعاده عندما نلتقي مع الأصدقاء وجهاً لوجه ونرى البريق في عيونهم والفرح والحزن في تعابير وجههم . أن الرياح التغييريه اللتي تعصف بهذا العالم لن تغيره نحو الأفضل لا بل التغيير يأخذ منحى تجاري إقتصادي محط أكثر من التغيير البشري نحو الأنصهار بين الأمم والاثنيات والمجتمعات المختلفه دينياً وعقائدياً، ونرى قوى لها تأثير كبير على المجتمعات المنغلقه والمجتمعات المنفتحه والديموقراطيه تأخذ الأمور نحو التصادم المحتم في القريب العاجل لان التعبئه الغرائزيه للمجتمعات ما برحت تستعمل الاساليب نفسها التي استعملها المتعصبون والسباقون لتأجيج الصراعات الطائفيه والدينيه والعنصريه.

أنت كلبناني تعيش في هذا الوقت أياماً عصيبة وتقلق على حياتك وحياة أولادك وعلى مستقبل بلدك. متى ستستفيق من الكبوة الطائفية والمذهبية ومتى ستصبح إنساناً يرى أخيه الأنسان بعين المساواة ؟ أن تعرف أكثر مني بأن الزعماء الطائفيين ليسوا فقراء ولن يأتوك بنظامٍ عادل يوزع الثروات على كل المواطنين بالمساواة ولن يسنوا قوانين حديثة تحمي الأقليات والحريات ولن يدفعوا الضرائب ولكنهم سيدفعونك أنت ضريبة كبيرة لانك ما زلت تعتبرهم ممثلينك الأبديين لانك لا تأمن في التغيير .ماذا تنتظر أيها اللبناني ؟ أن يأتي الترياق من العراق أم أن تتفق السعودية مع سوريا وايران ؟ أم أن تشهد مسرحية جديدة من مسرحيات العم سام اسمها المحكمة الدولية؟ وهل تعتقد بأن مسرحية أسلحة الدمار الشامل في العراق التي ما زالت تعرض على مسارح بغداد الدموية ستكون أقل دموية من مسرحية المحكمة الدولية ؟ اسئلة عليك وحدك أنت أيها اللبناني أن تجيب عليها ولا تقل بانك مغلوب على أمرك . لبنان يمر في أخطر المراحل وهو بين أيدي ملطخة بدماء الأبرياء .استفق من كبوتك بحق السماء ولا تدع هذه الموءامرة الكبرى تحصد الآلاف من الابرياء.قل لا لكل من يريد أن يصبح هذا الوطن ساحةً لتصفية الحسابات . وقل لا لمصاصي الدماء .

اليوم الذي يستفيق فيه الطائفيين من كبوتهم يمكننا أن نعتبر بأن خلاص لبنان واللبنانيين أصبح قريبا. وإلى ذلك الحين ...لا جديد تحت الشمس .


No comments:

Post a Comment