Thursday, August 4, 2011

ولد يلبس جسد رجل

من يقدر أن ينزع ثوب العرس الأبيض عن القمر ؟

من يقدر أن يسرق لحن اللهفة من الريح ؟

من يقدر أن يلجم لجج البحر بقاربٍ صغير ؟

لا يوجد في هذا الكون أحداً يمكنه أن يفعل كل هذا

فكيف لولدٍ يلبس جسد رجل أن يقدر ؟

كيف لولدٍ لا يعرف النضوج بعد أن يستوعب قوة الريح ؟

وكيف له أن يميز بين ضوء القمر وثوب العرس الأبيض

وهو ولدٌ يلهو بالكرة ولا يميز بالشكل بين الكرة والقمر

فيقذف برجله الكرة معتقداً بأنه يقذف القمر

كيف لولدٍ أن يفهم أعماق البحر وأمواجه ؟

وكيف له أن يميز بين قارب الورق الذي امتلكه يوم الزفاف وأعتقد حينها بأنه إمتلك البحر كذلك

كيف لولدٍ يلبس جسد رجل أن يرقص على ألحان الريح وهو لم يسمع يوماً صوت العاصفة ؟

كيف له أن يسرق لحناً الفته يد الموسيقار الأكبر

وعزفته نسمات الحرية

في ليالي الصيف عندما كانت الرياح تلعب بشعرك يا أيتها الصبية ؟

واهمٌ هذا الولد إن إعتقد للحظةٍ بأنه قادر

أن القادر الوحيد يقول لك الآن من جديد ويجدد لك المواعيد

لتبلبسين الثوب الأبيض في يوم العيد

لكي تعتزفي لحن الحب ولكي تزغرد العصافير مع الريح كل الزغاريد

ولكي تحطم لجج بحرك كل السفن والقوارب والبواريد

ومهما حاول هذا الولد أن يفعل ،لن يقدر وكل محاولاته البائسة لن تفيد


عندما يأتي الوطن

يأتي الوطن

قاطعًا المحيطات

يأتي الذي لم ينسَ الطفل المهاجر

الطفل الذي سرقته الغربة والسنوات

يأتي الوطن إالي

محملاً بالاشواق والحب

والتمنيات

يأتي ليرتمي في حضني

ويسمعني كلمات

كلمات اشتقت لسماعها

آلاف المرات

يأتي ليؤكد انتمائي له

بالرغم من بعد المسافات

يأتي لابسًا ثوبه الخمري الاحمر

أتفيأ به ككرمة... تدلت عناقيدها طيبة المذاق

اتذوقه خمرة فاسكر

ويبدأ تسلق الاعماق

... نظرت اليه

رأيت النور الالهي يسكن بين حاجبيه

رأيت ما لم يرَ... وما لم أره كل تلك السنوات.....

ذهلت لما رأيت، سكرت بما تذوقت.... وداهمني الوقت

أتى الوقت فسمعت صوت الرب يغني

يشدو الحانًا

في حنجرة امرأة

امراة لولاها لما تعرفت الى وطني ... ولا الى أمي

ولا على حبيبتي....امرأة فتحت لي كل الآفاق

وبدأت تغني:

خدني ازرعني بأرض لبنان....

أذهلتني يا وطني.. لأنك دائمًا في المحبة السبّاق

تأتي فتقطع كل المسافات والمحيطات

تترك ارض الشمس لتأتي الى غربة الغربات

بكل رفقٍ .. ومحبةٍ.. وحنان

تنتشلني

وتأخذني لتغرسني في تربتك

ترويني بمياه حنانك

وتلوّن رمادية غربتي بأحمر شفاهك

تأتي لتعيدني الى الحياة

تعانقني وترسم على وجهي ابتسامة السعداء

لا تتعجب يا وطني ان فقدت نطقي

وإن أصبحت أخرسًا ... ولم أعد أتكلم كالببغاء

ما عادت الكلمات تصلح كي اعبّر عن شعوري

انظر الى براعم جسدي كيف تتفتح

انظر الى فراشات روحي كيف تغازل الوردات

انظر الى عيني كيف تحولت ملاعب للأطفال

كيف لكلماتٍ أن تصف شعورًا بهذا الحجم يا وطني

ان كنت تريد أن تعرف شعوري

انظر لوجوه الناس حولك يا وطني

ترى في وجوههم بُشرًا وفرحًا

لم يقدر أن يسببه لهم آلاف الانبياء.


مين بيعرف شو بفكرها ؟

تحت الشمسية

واقفة الصبية

مش لابسة إلا جلدها

ومش مستحية

ستحت الشمس

وصار لون خدودها أحمر

وقالتلها بترجاكي يا حلوي

بدي أشرق عالناس

خليني من بيتي أضهر

دارت الحلوي ضهرها

وطلعت الشمس من وكرها

والحلوي طلعت فكرة بفكرها

انها تشرق قبل الشمس

كل يوم عا بكرا

ويلي بتشرق عليه

بدو يغمض عينيه

وبدو يرفع ايديه

يلي بيعرف شو في بفكرها

بس بين كل الناس

ما في حدا عندو إحساس

متل يلي بيعرف شو في بفكرها

ومين بيعرف شو بفكرها ؟


فتاة النهر

يا فتاة النهر

يا قصة عمر

ويا حلماً ينتابني

عند بزوغ الفجر

يا فتاة النهر

يا نوراً أضاء حياتي

أنت يا بدر البدر

ويا قمراً كاملاً يلبس فستان السهرة

المرصع بالآليء

في آخر الشهر

إليك يعود الفضل ، كل الفضل

لانك جعلت مني ثاقب البصيرة كالنسر

وأردتني أن أحلق كالنسر في سماء الشعر

فحلقت يا سيدتي في سمائك

ووقفت على قمة جبالك استلهم الشعر

وشربت الماء من لعابك

شربت من النهر ،يا فتاة النهر

فانتابتني رعشاتٌ

وأصبحت شفتاي تتمتم تمتماتٌ

عندما لامست مياهك الثغر

ورقصت كلماتي على نغمات رذاذك

وتمايلت مع هزات الخصر

وكنت غارقاً في حلمي

أتكلم في نومي عند طلوع الفجر

أتكلم معك يا من بللتني بلعابها

وأغرقتني بمياه النهر

وأسرتني بلون عينيها الخضر

خضراً أم عسليةً لون عيناك ؟

ما عدت أدري .

ولماذا الأدراك يا عمري

إن كنت أنت كل العمر

و سحر عيناك هو كل ما في الأمر

أنت يا حلماً ويا ماءً تجري في النهر

وتجرفني لتأخذني إلى بيتي

إلى بحر الشعر


نجمةً لبنانية

لعلك تعلمين بشكلٍ أو بآخر

بأنك أكثر من مميزة

،ولكنك لا تعلمين

كم هو بحاجةٍ هذا الكون لنجمك البراق

ولصفاء روحك

ولنظارة بشرتك

ولحبيبات الندى التي تروي وجه الله

وتجعله أكثر نظارةً

في كل صباح عندما تستيقضين

وتشعلين مصباح وجهك

المعروف بين الناس بأسم الشمس

يا شمساً تنير

وتضيء

وتدل على الطريق

وتدفأ

وتلهب

وتحرق

وتشرق

وتغرب

لعلك تعرفين لماذا كل هذا الحنين

الحنين الذي يجتاح كل تواقٍ إليك

وكل هذا الشوق الذي يغمر العقل

والفكر

والقلب

لكي ياتي نورك

ويدحر الظلمات

ويشعل مشعل الحرية

لتتحرر الكلمات

ولترسم الأحرف الذهبية

على جدار الزمن الآتي من خلف الآهات

من خلف التمنيات

من خلف الأحلام الزهريات

أنت يا مصدر الطاقات الحرارية

ويا نوراً وليلاً ونهاراً يشع شعاعاً شعرياً

ويا أم الهلال أنت يا نجمةً لبنانية

نسراً أسمه نصراً وكبرياء

لانك نسراً يحلق في سماء الحرية

،أردت أن أكون سماءً تحتضنك

لأجلك أنت يا سيدتي ،

يا صاحبة الأضافر البيضاء

،أردت أن أصبح سماء

لانك ملاكاً بجسد إمرأةٍ حسناء

،أردت أن أكون سماء

لانك شامخةٌ

ومكللةٌ بالعز

والوقار

والسمو

والبهاء

،قررت أن أصبح سماء

ولانك أرضٌ جيدةٌ خضراء ،

أردت أن أمطر عليك عشقي من السماء

ولانك انسانةٌ عندها كل القيم

ومكارم الأخلاق والولاء ،

قررت أن أكون لافطارك وعاء

ينزل كل صباحٍ من السماء

ولانك كنت ساعدي

ويدي

ودمي

وفكري

و رفعتني بمحبتك

إلى العلاء

قررت أن أبقى هناك

لاصبح بيتك

ووكرك

وعشك

يا نسراً

أسمه نصراً

وكبرياء