Sunday, October 3, 2010

أبنة جبران النبي

استفاقت روحها متضايقةٌ ولكن عندما نظرت من شباكها إلى الوادي أحست إحساساً مريح

ابتسمت وقالت للكون أهلاً وسهلاً ..يا أيها الصبح الجميل ويا عطراً من وادي الحب المستحيل

أني أتضور جوعاً لكي ألمسه ولكي تستلقي شفتي على شفتيه ...لقد تعبت أريد أن استريح

أوليس العكس هو الصحيح ؟

أوليس الكون كله يرتعش لانه رأى وجهك المليح ؟

أوليس العصافير زقزقت من الفرح والديك كالفجر أصبح يصيح ؟

أوراق الشجر الأصفر أصبحت ذهباً عندما رمقتها عيناك بنظرةٍ تشعل الأرض وبالملك ومملكته تطيح

يا من شفى بكلامه العسلي كل مريضٍ وجريح

إليك في هذا الصبح تحج الحجاج مباركةً الرب تصيح

أنت شمس تشرين الشارقة فيك العشق والحب والأمل يستريح

صفاء الصفاء إبتسم قائلاً ..يا إلاهي كم هي رائعةٌ رائحة الصنوبر

ولكن عطرها طغى كطاغيةٍ وجردنا من سلاحنا بنفحة عطرٍ ليلكي

يا للمصيبة من بركاتها علينا ونحن أصبحنا مدمنين على الهوى

وهواها سحرٌ ينقلنا بلمحة بصرٍ من غابة صنوبرها الشمالي إلى آخر كوكبٍ على بساط ريحٍ عربي

كدنا أن نفقد عقولنا ولم نعرف من هي لو لم تتدخل شفتيها وتقل كلمةً واحدةً لنا ...

أنا أبنة جبران النبي

أنا أبنة أبي

أبنة لبنان الآبي

أنا نبتة زيتونٍ زرعتها أيادي أمي وسقتها أيادي الرب

أنا شلح وردٍ جوريٍ بين صخور المجد مرقدي

أنا التاريخ الذي كتبته الريح التي هبت من أرز الرب

أنا العشق الممزوج بالوجع ...أنا الحب

أنا أبنة لبنان الذي لا يعرف إلا الحب

حزينةٌ أنا اليوم لاني أصبحت غريبةً عن بلدي الذي أحب

أرى الناس يتناحرون كالدواب على بقايا جثةٍ قتلها الحقد

أتاني أبي جبران في الحلم وقال لي يا ابنتي لا تحزني

قال لي يا ابنتي تعلمي من الله كيف أنه لاجل خلاص البشرية ضحى بيسوع الرب

تعلمي بأن الحب لا يسأل كثيراً عن الأخطاء والإثم وكل ما هو غير مستحب

قال لي يا ابنتي لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم

وأهم من كل الطوائف والمذاهب وصاحب ذي كل قلب

هي فتراتٌ من التخلي تمر على كل شعب

هي الخوف من ألآخر وعدم الثقة بالنفس وعدم الأيمان بالرب

هيا تعالي معي يا ابنتي وانثري عطرك للشعب

هيا غازلي شباب بلدك وعلميهم فنون الحب

هيا افتحي صدرك وتنشقي عطر حبيبك

واقبلي طلب لجوئه العشقي إلى القلب

أقبليه وقبليه وخذي بيديه وبزيت روحك امسحيه

قدسيه بشفتيك

وافتحي عمى عيونه بنور عينيك

اقتربي منه وشجعيه أن يقترب من واديك

هو شابٌ يانعٌ ما زال طري ...اجعليه يقسى بيديك

علميه أصول العشق عند طلة كل فجرٍ

وفجري مخازنه حتى تفيض حليباً وعسلاً وتشبع منها شفتيك

هيا قومي يا أبنة النبي

أنا أبوك الذي عشق وكتب ورسم وحلم وبنى تاريخاً للبنان الأدبي

كوني مثلي عاشقةٌ وحالمةٌ وارسمي الأجساد عاريةٌ ... لا تستحي ولا تخجلي

كوني إبنة ابيك واعشقي بكل اللغات وأولهم بالعربي ....

No comments:

Post a Comment