Tuesday, October 19, 2010

قصيدةٌ الحكم الموءبد

يسري نبيذ عشقها في دمي كما هي تسري

وتميل بالخصر ولا تدري بأنني أصبحت أسيراً منذ أن بدأ مفعول منع تجولها يسري

أسرتني وراء قضبانٍ وجردتني من عقلي وفكري

رسمت دائرةً حولي ومنعتني من التجول وحجبت عني شمسي وقمري

أخذتني إلى دهاليز قصرها الشعري وبدأت تقص لي شعري

أخذت قصيدةً قديمةً كتبتها يوماً عند أول لقاءٍ لنا وقالت لي اقرأ يا اسيري

ربما يعذبني ضميري وأطلق سراحك من الأسر لكي تصبح للابد اسيري

نظرت إلى القصيدة وعرفت فوراً لماذا أسرتني وجردتني من عقلي وفكري

رأيت أبياتاً كانت خيماً وأصبحت قصوراً مفتوحة الأبواب

رأيت بذوراً أصبحت شجرات نخلٍ تناطح ألسحاب

رأيت لمسات عشقي لها التي انجبت أولاد

رأيت قبلاتي لها التي كانت كنحلةٍ أصبحت مملكةً للعسل تسحب الألباب

وقرأت بعض الكلماتٍ ..كانت السبب الأكبر لاعتقالي وسجني وراء كل تلك الأبواب

كانت كلماتٌ قلتها في لحظة تخلي وإفتخار وبلحظةٍ كان قلبي مليءٌ بالضباب

كلماتٌ تقول : يا إمرأةٌ تعشقني أنا أصبحت سيدك

و ستزحفين زحفاً لتمسكي بقضيبٍ من قضباني الحديد لانك ستصبحين أسيرتي ...

يا إلاهي كم كنت غبياً عندما كتبت تلك الكلمات

نظرت إلي بعيونها البراقة وسألتني من السيد الآن يا الآن ؟

غصت الكلمات في فمي ولم أقدر أن أتفوه بحرفٍ واحدٍ وأصبحت صمٌ بكمٌ وتملكني الهوان

أخذتني بيديها الاثنتان وهزتني كما يهتز الجبل من البركان

إنظر إلي يا رجلٍ عرفتك منذ زمنٍ كان

قل لي لماذا اعتقدت للحظةٍ باني سأخضع لك وبأي حقٍ وتحت أي عنوان ؟

قل لي يا رجلٍ آمن بنفسه ولم يعرف يوماً معنى الأيمان ؟

أنا أحببتك لاني إمرأةً خلقت لتعشق ولتحب ولتلد الفتيات والفتيان

نعم أحببتك وعرفت طينتك منذ البدء ولكني تركتك لتصل إلى هذا المكان

تركتك تعتقد بأنك ملكاً وبأنك متوجاً بصولجان

تحملت عذابي منك لاني إمرأةً تعرف من أين يأكل الكتف واي نوعٍ من اللحم يرمى للكلبان

قلبك لي وعقلك فقدته وفكرك تبخر وأصبح في خبر كان

وقطعة اللحم التي اعتقدت بأنها تجعل منك رجلاً رمتيها لقطة الجيران منذ أزمان

الآن الآن الآن ...أنت اسيري وأنا حبيبتك التي قلت عنها يوماً بأنها ستزحف زحفاً لتتمسك بأحد القضبان

هذا قضيبك الذي أنت سجينه وهو أصبح سجانك وأنا أصبحت الملكة صاحبة العصر والزمان

أتدري الآن لماذا أسرتك؟

أتدري الآن ؟

هززت برأسي كالذليل وخجلت من نفسي وقلت لها ..أرجوك فكي أسري وسأفعل المستحيل

ضحكت بصوتٍ عالي وسمعت صدى صوتها التلال والوديان ونظرت إلي بسخريةٍ وقالت ..أفك أسرك ؟

هاها ها ههههة .....مستحيل

واستفقنا من الحلم سوياً وبدأنا نضحك نحن الأثنان


No comments:

Post a Comment