Thursday, May 21, 2009

حلم الجنين



إبتداء حلمي عندما كنت ما زلت في رحمك يا أمي


وامتد حتى بعد ولادتي


عندما كنت في رحمك كنت أحلم باليوم اللذي ستضميني به إلى ذراعيك


كنت أتصور نفسي ملقاً بين يديك


كنت اتعطش لكي أرضع حليب ثدييك


وكنت أحلم بأن أرى صورة وجهك


تسعة أشهر مضت على حلمي


وتعاظمت الأثارة يوماً بعد يوم



كنت أحلم أن أراك ترقصين وأن تراقصيني


أمي يا حبيبتي ومصدر إلهامي


وبقيت في داخلك حتى ذاك اليوم من أيام تشرين


ذاك اليوم اللذي فتحت به الأبواب


وانزلقت وحدي غير آبهاً بالبواب


صرخت من فرحي وقلت كلماتٌ تسرق الألباب


لم تمضي ثوانٍ حتى غمرتيني وتحقق حلمي ولم يعد سراب


لم تمضي ثوانٍ حتى أسكت صوت جوعي بثدييك


لم تمضي ثوانٍ حتى رأيت النور يشع من وجنتيك


راقصتيني


وداعبتيني


ووضعتيني على ذراعيك


آه كم اشتقت إليك يا أمي


الحلم ما يزال هو هو بأن أراك ثانيةً


وأن أعود وأضمك إلى صدري


الحلم هو أن تعودين تاركةً ورائك مرضك وخيبات أملك


وأن نحلم سوياً أحلاماً زهريةً كأيام صباك


ألحلم هو أن أعود وألقاك


لن أترك حلمي وحيداً حتى ولو لليلةٍ واحده


فأنت يا أمي ذهبت عندما كانت أيامنا واعده


واعدةٍ بحصادٍ للورد والمنتور


بربيعٍ واعدٍ مملوءًا بالزهور


ولكنك رحلت يا ملكةً لم تسكن يوماً في ردهات القصور


أني أشعر بالشوق والحنين إليك ،ويقتلني ذاك ألشعور


هيا عودي وأضيئي ليل الشوق المظلم ظلمة القبور


فالحلم بلقائك باق حتى تعودين وتنتصرين على ظلمة القبور



الأبن ألان صفا

No comments:

Post a Comment