Tuesday, May 19, 2009

نعمة النّسيان


هلّ النّسيان نعمة أم نقمة ؟
نسمع كثيراً في هذه الأيام شعارات تقول لن ننسى والسما زرقا
ونسمع البعض الآخر يقول إيّاكم أن تنسوا
ونسمع آخرين يقولون انسى يا رجل
السؤال هنا : “ متى يكون النّسيان نعمة ومتى يكون نقمة ؟ “
عندما ننسى أسباب الحرب والمسبّبين ، هذه نقمة
عندما ننسى القتل على الهوية وأمرائه ، هذه نقمة
عندما ننسى كيف عانينا لمدة ثلاثين عام من نفس الطبقة الحاكمة، هذه نقمة
عندما ننسى بأننا جميعاً كلبنانيين خاسرين عندما نكون طائفيين ،هذه نقمة
عندما ننسى بأن العدو الأول والأخير هو إسرائيل، هذه نقمة
عندما ننسى القتلة وسفّاكي الدماء ونحوّلهم إلى قدّيسين، هذه نقمة
عندما ننسي كلّ الذّين تهجّروا من بيوتهم ولم يعودوا، هذه نقمة
عندما ننسى سارقي وناهبي حقوق النّاس، هذه نقمة
عندما نسامح زعيم طائفتنا حتى لو كان قاتلاً فقط لأنّه من طائفتنا، هذه نقمة
عندما ننسى كلّ اللبنانين الّذين أجبروا على النّوم أمام أبواب السّفارات للهرب من الجحيم الطائفي ، هذه نقمة
عندما ننسى التّاريخ الأسود لأغلب السياسيين ،هذه نقمة
وعندما ننسى بأننا جميعنا لبنانين وليس أحد أفضل من أحد، هذه نقمة
أمّا متى يكون النّسيان نعمة ؟
عندما ننسى أحقادنا
عندما ننسى صغائرنا
عندما ننسى طائفتنا
عندما ننسى عشائرنا
عندما ننسى فوارقنا الدينية
عندما ننسى التّقاليد التّي تحدّ من حرّيتنا
تعالوا ننسى ونتذكّر
تعالوا نرقص ونسهر
تعالوا نعانق القمر
فنحن جميعاً لبنانيون
شعبٌ عظيمٌ للقاهرين لن يركع
أقولها لكلّ من يقرأ ويسمع
سنرجع إليك يا وطني سنرجع
وعلى ترابك الطّاهر سنركع
وسنتذكر أفراحنا وأحزاننا سننسى
ولن ننسى بأننا شعبٌ لن يهزمه المدفع


الكاتب ألان صفا

No comments:

Post a Comment