Tuesday, December 21, 2010

همسات سنةٍ راحلة

لا تخافي أن تهمسي كلماتك على صفحات أذني

عن أسرارك وهواجسك وقلقك أخبريني

قلبي ينتظرك ليستمع إليك وليجاوبك حين تسأليني

لا تخافي أن تهمسي كلماتك على صفحات أذني

أفتحي قلبك وعقلك واخلعي عنك ثيابك واتبعيني

أغمضي عينيك وخذي بيدي ودعي همسك يغني في أذني

أني أسمعك جيداً يا من يغني همساً أغنيتي

يا سنةً لم يتبقى لها إلا بضعة أيام وتنتهي

أخبريني سرك وأهمسي في أذني

يا سنةً مميزةً من سنين عمري

قولي لي ماذا أوصيت بي لاختك ؟

فها هي قادمةٌ بعد أيام لتحمل الأمانة من بعدك

هل قلت لها بأني عاشقٌ وبأني سأبقى عاشقاٌ من بعدك ؟

هل قلت لها بأني أحب الحياة ولا أرضى بغير الحب دين ؟

هل قلت لها بأني متعبدٌ لرب العاشقين ؟

هل قلت لها بأني لحبيبتي بحياتي كلها مدين ؟

هل قلت لها بأني سأدفع لها من قلبي وعقلي بالملايين؟

هل قلت لها بأني سأبقى لحبها أمين ؟

أهسمي في أذني يا سنةً على وشك الرحيل

فأنت سنةً مرت ولكن لن أنساك فهذا مستحيل

يا سنةً اعطتني ألف دليلٍ ودليل

بأن الحياة أجمل وأقوى وأروع وأحلى بكثير

عندما نعشق ونحب ونصلي ليبقى ايماننا بإله العاشقين كبير

أخبريني يا سنةً على وشك الرحيل

ماذا كنت تتوقعين من أيامك الثلاثة مئة وخمسة وستين ؟

بماذا كنت تحلمين وماذا أردت أن تحققي من أحلامك التسعين ؟

لماذا أنت حزينةٌ لا تتكلمين ؟

ألم تعطي لنا مواسماً مليئةً بالحب وبالفرح وبالياسمين ؟

ألم يلتقي في أيامك عشاقاً واصبحوا بعدها أزواجاً ليلدو أطفالاً شمالاً ويمين ؟

ألم تفرح الأمهات بشبابها وشاباتها المتخرجين ؟

ألم يغمض الشيوخ عيونهم بسلامٍ بعد أن عاشوا لعمر التسعين ؟

الم تعطني وحيٌ لاكتب شعراً ولاكون مجنوناً جنوناً تجن منه المجانين ؟

فلماذا أنت حزينةٌ يا سنةً من أجمل السنين ؟

أنت عندما همست في أذني تلك الكلمات جعلتني اهداء وأستكين

قلت لي تعلم مني يا ولدي ولا تأخذ الأمور بكثيرٍ من الجدية

إنظر إلي ..

عندما بدأت أيامي في أول كانون الثاني

اعتقدت بأن الكون أصبح لي وقد بدأ زماني

اعتقدت بأني سأبقى أبداً ونسيت بأني فقط اثني عشر شهراً من الزمان

في كانون الثاني كنت كسولةً وكنت أبقى في فراشي حتى المساء

وفي شباط أحسست بالاحباط لاني لم أفعل شيئاً في كانون

وفي آذار إبتداء بالوصول الكثير من الزوار

وعادت الطيور تغني وإبتداء المشوار

فرحت جداً في نيسان وكنت أشم في كل صباحٍ رائحة البيلسان

وفي نوار كتب الشعراء لي الأشعار عن الحب وعن النجوم والأقمار

وفي حزيران إمتلأ المكان بالدخان وإبتداء الغليان في البركان

وفي تموز بدأ الشح وبدأت أعوز

وفي آب ابتدأوا بالرحيل الأحباب

وفي أيلول بدأ الحزن في قلبي يجول

وفي تشرين أتى المطر الحزين

وفي كانون إبتداء العزاء وأتوا المعزون

يا الآن يا حبيبي يا الآن ... تعلم مني تلك الفنون

لا تأجل فرحاً ولا تهمل حبيباً ولا تكذب حلماً

عش لآخرتك كأنك تموت غداً

وعش لدنياك كأنك تعيش أبداً

أبقى معي الآن ولا تقل بأني سآتي إليك غداً

ولتكن حياتك سراً معروفاً علناً

هذه هي همساتك على صفحات حياتي

يا سنةً اعطتني أهم حلقةٍ في حياتي

فلولاك لما كنت استفدت من الماضي

ولا كنت تأملت بالمستقبل لحياتي

لن انساك يا سنة ٢٠١٠ حتى مماتي

فعشرتك زادت الكثير من الحب والحكمة والوان العشق على حياتي

No comments:

Post a Comment