Friday, February 4, 2011

شتانا ما بين الغياب للحظات والبقاء الأبدي

عندما تختفي الشمس وراء الغيوم

وعندما تساور البشرية الشكوك والهموم

ويبدأ الصقيع بنخر العظام والظلمة تغطي الأرض بالوجوم

عندها تبدأ التسأولات وتكثر التضرعات والصلوات

ويبدأ الصراخ ولا ينتهي حتى تصل اصواته إلى ما وراء سموات السموات

أين أنت يا شمس يا نور الحياة ؟

لماذا اختفيت وغبت عنا، وتركتنا في أصعب الحالات ؟

لماذا تغيرت وجهتك، وقلوبنا تركت مضرجةٌ في دماء التسأولات ؟

لماذا حجبت نورك عنا للحظات؟

كسوفك كسر فينا الأمل ...هيهات من كسوفك يا شمس ...هيهات

كل تلك التسأولات والشكوك والتضرعات والصلوات

لان الشمس غابت عن البشرية للحظات

لان بعض الغيوم السوداء اجتاحت السماء وألبست الشمس عبأةً سوداء

ولان الشمس ارادت أن تخطي خطوةً إلى الوراء لترتاح قليلاً من العناء

ولان نورها أزعج الكثيرين وجعلهم يحسون بالعراء

ولان حرارة جمرها احرقت أيادي من لا يعرفون الفرق بين نارها ونورها ... أيادي الذين نفوسهم ضعفاء

لا لا لا ... بعض الغيوم السوداء لا يمكنها أن تغير شمساً وجدت منذ ملايين السنين

بعض اللحظات الصامتة لا تطفيء ناراً ونوراً صنعته يد رب العالمين

لا لا لا ... الشمس ستبقى ساطعةٌ ونورها سيبقى حرقةً في قلوب الظالمين

وحذاري حذاري حذاري...من الأقتراب منها إن كنت تقصد اذيتها

فهي إن غابت ،تغيب فقط إلى حين

فجمر نار جهنم بركةٌ وبردٌ ورذاذٌ أمام نار جمرها الذي لا يستكين

وإن كنت من الذين يحبون دفئها وحرارتها ، افرح ولتكن عالي الجبين

إخلع عنك ثيابك كلها وإستحم بنور دفئها الأمين

واتركها تلامس جسدك وتضع عليه وشمها بشفتيها البرونزيتين ليصبح لونه من أجمل التلاوين

دعها تمحصك بأشعتها لكي لا يبقى أثراً لبياض الظلمة على جلدك

ولتعيد إليه نظارته ليراه من يرى الذي لا يرى في كل حين

الشمس عادت لتشرق دوماً ولتمطر على البشرية نوراً أسمه الحنين

No comments:

Post a Comment