Friday, February 4, 2011

فتش عن المرآة

فتش عن المرآة لترى نفسك

...وفتش عن نفسك

لترى المرأة في المرآة ،

وعندما تجدهما تذكر

كم من العناء كلفك ذاك البحث عنها

و صعودك من الأرض إلى سماء المرأة لكي تكون لك الجرأة

و لتتذكر كم هي فارغةٌ تلك الحياة من دون المرآة

التي تعكس على وجهك نور المرأة الذي يهديك إلى منابع الحياة .

ولكن ماذا لو أنك فتشت عنها

ونظرت إليها بتأني

لتحاول أن ترى نفسك فيها

وتغني إنشودة اللقاء ؟

، ولكنك وجدت في عينيها غرفاً مليئةً بالمعجبين

وقرأت عبارةً مدهشةً على الجبين

تقول بأنها مرآةٌ لا تعكس إلا وجهاً مدته صالحةٌ فقط لحين

،وبأن من يراها لا يرى نفسه إلا محاطاً بأولائك الثعابين المقربين

والذين يفترشون غرفة الجلوس وغرفة النوم في كل حين

.ماذا لو اكتشفت في مرآتك كل هذا

وبدأت تنهش لحمك الثعابين ؟

ماذا ستفعل يا مسكين ؟

هل ستنظر لتفتش عن نفسك في زوايا الأطار ؟

لعلك تحتل مكانةً كما يحتل مكانه ذاك المسمار ؟

أو لعلك وجدت نفسك في لحظةٍ من اللحظات

عندما ينعكس الضوء على المرآة

وهي تضحك ساخرةً

وأنت تحاول أن تتأكد من حقيقتها ببعض اللمسات ؟

في ضل بحثك الدائم عن نفسك

وعن اسمك

ومعنى حياتك

،سترى الكثير من المرايا

وسترتكب الكثير من الخطايا

وستبكي

وستفرح

وستنسى

وستتذكر

ولكنك عندما ترى تلك الروءية

التي تكشف النقاب عن نفسك في روح إمرأة مرآة

،تأكد ومن ثم تأكد

بأنك لست جزأً من بروازٍ

أو إطار

ولست شبيهاً بذلك المسمار

ولست واحداً من مجموعة الثعابين والكفار

ولست سراباً كدخانٍ يصعد من نار

ولست رذاذاً من بخار

ولست رقماً يختزل في لعبة التجار

ولست طبقةٌ سميكةً من الغبار

،بل تأكد بأن من تراه في المقابل

وديانٌ

وبحار

أعماقٌ

وأغوار

وقممٌ

لا يتسلقها إلا

من أثبت فعلاً

لا قولاً بأنه جبار

وينتمي إلى عائلة الكبار .

فتش وفتش وفتش

...وما الحياة إلا بحثٌ أبدي عن المعنى

وليس أبداً عن المبنى .

No comments:

Post a Comment