Thursday, April 23, 2009

بريقٌ وزجاج


مثل خيطٍ من أشعة الشمس يصل إلى قعر الوادي السحيق
كنت أعيش في بيتٍ من زجاج محاطٌ بالورود ولكن من غير بريق

ومثل بجعةٍ رحلت إلى الجنوب في تشرين رحلت لأفتّش عن هذا البريق
أخذتني الرياح إليك وعلى قمة جبلك نبتت كل الورود

لم أقدر أن أحطّ عليها من كثرة الأشواك فقررت السجود

سجدت في سمائك ورفعت رأسي نحو عليائك فوجدتك مثل العنقود

قلت لي هيا تعال إليّ واهبط على ذراعي

عنقودٌ بلوريٌ شفافٌ ونقيٌ

تعال اقطف العنقود وشمّ الورود وتعلّم لغة الأسود

قلت هيا و قف على رجليك لم هذا السجود ؟

لا تسجد إلا لربك ولا تخاطر إلا لأجل حبك ولا تعمل إلا من أجل بلدك
هبطت على غصن عنقود كعنقودك البلوري الشفاف والنّقيّ
الأشواك التي خفت منها لم تكن أشواك بل كانت بقايا من جليدٍ براق

فهمت بأني كنت جبان لأني لم أكن أعشقك وخوفي هو البرهان

تركت أرضي وبيتي الزجاجيّ لأفتّش عن بريقٍ من أرجوان

بريقٌ شمسيٌ يلهبني ويوقظ في داخلي الأشجان
من أحب لا يخاف ومن أراد الحياة عمل كل ما لديه من قوةٍ وعنفوان

خيطٌ من شعاعٍ كنت من دونك في بيتٌ زجاجيٌ في قاعٍ واديٍ من دخان

أنا بجعةٌ لا توقف الترحال ولا تملك الأموال
ولكن الآن …وجدتك وعرفت بأنك أنت ملكتي التي زرعت الريح وحصدت الآمال

عرفت بأني كنت رحالاً ينقصه شعاعٌ براقٌ من تاج

تاج ملكةٍ أقوى من الجبال والوديان والأمواج

وأنا لست بأميرٍ ولست بخبيرٍ ولست بوزي

رٍأنا بجعةٌ لها جوانحٌ وليس لها أبراج

لها حلمٌ وليس لها يأسٌ

لها قلبٌ وليس لها أصناج

اليوم كتبت إليك واليوم نثرت جسدي مثل ما يتناثر الزجاج
ألان صفا

No comments:

Post a Comment