Thursday, April 23, 2009

يوم كل المفاجأآت


انتظرك كل يوم كما ينتظر طفلاً أمه أحس بالجوع وبالظمأ كلّما غبت عني
هل يمكن لرجل ناضج مرّت عليه الدهور أن يعود إلى سن الطفوله ؟

هل يعقل أن من صارع الأسود ، تغلبه حمامةٌ بيضاء مثلك ؟
هذا ما لم أدركه قبل أن عرفتك هذا ما لم أشعره قبل أن تدخلي تحت جلدي هذا ما لم أتخيّله رغم ثراء مخيلتي

طعامك ممزوجٌ بعشقٍ وشغفٍ وبعمقٍ أعمق من الأعماق إنه ليس كحليبٍ لرضيعٍ دون أسنان

إنه ليس كحساءٍ ساخنٍ في وعاء مزلاق

إنه غذاء الروح المعطر برائحة البيلسان
جعلت مني رجلاً بقلب طفلٍ يحلم بيوم العيد ويشتاق

اشتاق لحلواك واشتاق أن أركض معك وأن أقطف زهور النارينج من البستان
أعطيتني ثياب العيد وألبستني ثوباً مشغولاً بقماشٍ من الأشواق

ووضعتِ على رأسي قبعةً مملؤةً بالحنان

وألبستني حذاء يأخذني إلى جنّتك ويجعلني أركض و أربح السباق
صباحك نورٌ ينوّر حياة طفل عاش سنواتٍ عجاف

أنت من جعله يزهر و تثمر شجرته من بعد سنوات الجفاف

أنت من زرع في قلبه أملاً وشوقاً ونزعت أشواكي من على الضفاف

أنت يا أماً يا مربيةً يا عشيقةً يا صبحيةً ويا أمسيةً كاملة الأوصاف
حياتنا رحلةً مملؤةً بالمفاجأت

ومفاجأة عمري كانت تلك الكلمات

أنا صياد الشعر لم اصطاد في عمري حرفٌ من تلك الكلمات

اصطدت حواشي وقصائد وأبيات ولم أرَ مثل كلماتك التي تقيم الأموات من السبات

لم أقدر أن أطلق النار عليها من بندقيتي

المفاجأة كانت بأن كلماتك احرقتني بنار الآهات

ذوبت حديد بندقيتي وأذبت ما تبقى من جسدٍ وروحٍ وذات

ذاك اليوم الذي ولدت من رحمك من جديد

ذاك اليوم هو يوم كل المفاجأآت
ألان صفا

No comments:

Post a Comment