Wednesday, May 11, 2011

في أعماق الحياة ..تسألك الحياة أين أنت ؟

© Alain Safa poetry& photography

اختفيت من الوجود

لابقى فقط في داخلك موجود

اختفيت ولذت بالفرار

إلى مغارة قلبك

اختبأت هناك وقلت في نفسي

...إن أتت ساعتي

فليكن موتي

كما حياتي هناك

تواريت عن الأنظار

واختطفني بريق عينيها

في لحظة إنتصار

أسلمت كل اسلحتي

وتركت لك جعبتي المليئة بالاشعار

إلى أين اختفيت سألتني

ولم تعرفي

بأني لا أقدر على العيش بدونك

وحسبتك تعرفين

بأني رجلاً اسلمك روحه وقلبه

إلى أبد الآبدين

فكيف لك أن تسألين إلى أين ؟

ألم تريني في العين ؟

ألم تحسيني أجري في الشرايين

بين قلبٍ

وكبدٍ

ورئتين ؟

ألم تسمعي تنهداتي

وشهقات اشتياقي توقظك

في منتصف الليل

وتداعبك لمساتي من تحت جلدك ؟

ألم تتصببي بالعرق

..وما ادراك ما العرق

إن لم أكن أنا عرقك

وبلسم جلدك

فمن يكون غيري ؟

اختفيت لاني لم أقدر على البقاء بعيداً عنك

فاختفيت إلى أعماق أعماقك

متخفياً بثوبٍ ملونٍ بالاشتياق

وتركتك تسألين

وكلما

سألت أين أنت

راودني شعورٌ حزين

لماذا لم تعرف بعد

بأني ساكنٌ في أعماقها ؟

لماذا لم تعرف بعد

بأني أعيش فقط لاني أتنفسها ؟

ألا تتذكرين ما كنت تسألين ؟

سوالك الدائم كان وما يزال

تدري ليه ؟

أتدرين ألآن لماذا اختفيت إلى أعماقك ؟

أو لعلك لم تعودي تدري

ما كنت من ذو قبل تدرين ؟

أو أن غيابي الجسدي عنك

خدعك مثلما تخدع رياح تشرين ؟

أو أنك أصبحت ضحيةً

تفتش عن هوية الجلادين ؟

إن كنت لا تدرين

فها أنا أقول لك

بأني لست من الجلادين

ولست رجلاً مفتوناً بعالمٍ يمشي

ولكن لا يعرف إلى أين ؟

سافرت لكي أتعرف على نفسي أكثر

ولم أسافر إلا لعالمك

لعلك تعلمين

ولعلك يا حياةً إحتضنتني طفلاً

تنتظرينني يوماً

لكي أعود إليك رجلاً

تعلم منك بأن كل لحظةٍ يعيشها

ثمنها أكثر من ثمين

تعلمت في داخلك أسفاراً مقدسةً

لم يكتبها نبيٌ

ولم يقرأها خاطئين

تعاليماً تعلمتها

مع كل موجة بحرٍ

أخذتني على متنها

إلى أعماقك

بلا ثيابٌ

وبلا ثوابٌ

وبلا عقاب

انما بكل البركات

التي كانت

وهي الآن

وستكون

في كل حين

إن سألت يا حياة عني ثانيةً

فليس لانك لا تعلمين

بل لانك اخترت طريقاً آخراً

مساره بعيداً كل البعد

عن مسار الناجين من الغرق

في عالمٍ كئيبٍ وحزين

ونزعت عنك سترة النجاة

وقررت أن تتركي نفسك

تغرقين


No comments:

Post a Comment