Thursday, April 21, 2011

من الفم إلى الفم

© Alain Safa poetry

هي وردةً زرعت بيد الله

في صحراء هذا الكون الوسيع

زرعها بين الصخور والرمال

لانه يحبها و لانها هي الربيع

و لان عطرها كان كفيلٌ

بتحويل الصحراء إلى جبال

نمت بين الصخور

وأتت إليها في ليالي البرد الصقور

لم يكن لديها سلاحٌ تدافع به عن نفسها

إلا الصلاة والبخور

فهي كانت تصلي

لإلآهٍ تركها تتدبر بنفسها الأمور

لم يكن لديها خيارٌ آخر

غير التسلح بأشواكٍ مسننةٍ من بلور

نمت بين العوسج والعليق

وبجانب رجلٍ يعتبر نفسه بيك

وكم من الليالي حاولوا اقتحامها

فكلما جرب احدهم أن يلمسها

ثقبت الأشواك يده وأدمته

فأشواكها وحدها كانت تحرسها

ولكنها تعبت من الاستنفار

تعبت من الحمير والأبقار

تعبت من أيادي أولائك الكفار

فقررت أن تضرم في عوسجهم النار

حرقتهم وابادتهم من الديار

هي تريد أن تخلع عنها تلك الأشواك

وتريد أن تلبس فتسانها الأحمر البراق

هي اشتاقت

وإليها اشتاقت الأشواق

في ليلةٍ قمريةٍ من ليالي نيسان

وقفت كملكةٍ على مملكة البيلسان

فح عطرها

وابتدأت تثمر الأشجار في البستان

كم من التفاح الاشجار حملت

وكم من الخطايا سيرتكب الأنسان؟

حواء لم تخدع رجلها يوماً

لا بل هو خدعها منذ بدء الزمان

لم تعطه تفاحةٌ ليأكلها

ولم تتآمر عليه مع الحية في عدن

الوردة الحمراء هي أنت

يا إمرأةٌ كلها أنوثةٌ وحنان

يا عطرٌ لا يشتمه فاقدٌ لحاسة الشم

يا شفاهٌ لا تقبل من ليس له فم

يا قمةً في الحب

ويا موسيقى لا يسمعها أصم

إن كان لي أن أقول لك كلمةً

سأقولها على إنفرادٍ بيني وبينك

كلمةٍ لا تقال إلا من الفم إلى الفم


1 comment:

  1. كلام لا يقال الا من الفم للفم
    لا يمكن ألا أن يكون كلامًا ليس كالكلام
    ولكن
    ليس كل رجل صالح لان يقول هكذا كلام
    وليس كل امرأة تفهم لغة العطر تلك
    التي تفوح من سطورك
    يحتاج شاعر بقدرك يا صديقي
    الى امرأة استثنائية
    ترتقي معك واليك
    فالكلام الاستثنائي الذي يفوح عطره فيملأ المكان
    لا يبلغ ذروته ومنتهاه
    الا بمعايير خارج معايير هذا الزمان
    تحياتي أيها الشاعر المبدع

    ReplyDelete