Saturday, January 22, 2011

علمتني الحياة " المرأة "

حان وقت الذهاب إلى ذاك المكان الذي ينتظرني منذ أول لحظةٍ أتيت بها إلى هذا الكون ،هذا هو الوقت لكي أوزع كل ما لدي وكل ما استعملته وكل ما جمعته يداي وكتبته أفكاري وأحاسيسي على الورق والذي كنت لفترةٍ وجيزةٍ أعتقد بانه شيءٌ جديد لم يعرفه أحدٌ قط من قبلي ولكني اكتشفت بأن لا جديد تحت الشمس

بدأت مسيرتي بأتجاه مكاني وبدأت أحس كم هي جميلةٌ الحياة وكم من البشر كانو هنا قبلي وكم منهم سيبقى بعدي وما بين الذين كانوا والذين سيأتون ،أقف أنا اليوم وأنظر في كل الأتجاهات واتمتع بعطية الحياة وأمسك الحلم بين يدي بكل قوة وأنسى للحظةٍ واحدة بأنني حالماً وإنساناً يأتي إلى الدنيا للحظات ويتركها لآلاف السنوات ولكن وما الضير من ان أحلم وأن أعيش حلمي في خضم واقعي وأنا ذاهبٌ إلى ذاك المكان الأبدي حيث لا حكمةٌ ولا علمٌ ولا حبٌ ولا بغضٌ ولا تعاسةٌ أو سعادةٌ أو شقاء ؟وكم اتمتع وانا أمشي وأواجه الأعاصير والريح ولهيب الشمس وصقيع الشتاء ،وتقولين لي وأنت مصابةٌ بالدهشة ... كيف تتمتع بهذه الأحوال الرديئة أخبرني ؟ أرجوك أخبرني ماذا تفعل عندما تكون الأحوال على أفضل ما يرام إن كنت تتمتع بها عندما تكون في أسوأ الأحوال ؟

أعرف بأنني أغضتك عندما قلت بأني استمتع بالاعاصير و الزمهرير .ولكن دعيني أن أوضح لك يا عزيزتي بأن الحياة بكل جوانبها كأمرأة جميلة وجذابة وفاتنة وساحرة ،لديها كل الصفات الحسنة وبعض الصفات الأقل جمالاً وانا الرجل الذي يحب هذه الحياة "المرأة " واعشقها وأريد أن اتمتع معها في كل لحظة ولكن أنت إمرأة وتعرفين بأن هناك أوقات تمرين منها تكون عصيبة عندما تكون هرموناتك في حالة هيجان كالريح أو الأعصار وأنا الذي يحبك جداً أكون في عين العاصفة معك أدعمك و أشد على يديك وأقبلك على وجنتيك وأغمرك بحنان ،ولكنك في بعض الأحيان تقذفيني كأمواجٍ هائجةٍ إلا الصخور وحتى لو تسببت لي ببعض الكسور أنهض وأحضر لك كوباً من الحساء والفطور ...وتهدئين وتنظرين إلى بحنانٍ دفين وتهزين برأسك وتقولين ...لانك عرفت كيف تعاملني عندما كنت في أسوأ الأحوال وأحببتني بالرغم من أني كنت اقذف بك إلى الصخور والتلال ..لانك أحببتني بلا شروط حتى أنك فعلت كل شيء لكي تبقى معي حتى لو كنت في بعض الأحيان ساكنةٌ في تابوت ..لاجل كل هذا سأعطيك ما لم أعطي لغيرك وسأهبك ما لم يحلم غيرك حتى بالحلم به وسأجعل كل أيام حياتك فرحاًو حباً وعشقاً وسأفتح لك في كل بلدٍ بيتاً وسيكون لك الكثير من البيوت .

هذه الحياة " المرأة " التي أحب واتمتع معها في أسوأ أحوالها التي جعلتني أن أعيش واقعاً لم يعشه غيري حتى في الأحلام ..أيامها العصيبة جعلتني أقدرها أكثر وأن أحبها أكثر وعلمتني أن أعطي أكثر لا لكي آخذ لاحقاً أكثر .انما لان فرح العطاء أكبر من فرح الأخذ ،لذلك علمتني الحياة " المرأة " أن أحبها بكل أوقاتها وأيامها ومواسمها وعواصفها وصعوباتها لان المكان الذي ينتظرنا جميعاً لن ينتظر عبثاً ،لا بل في الوقت الذي اجتزنا به مراحل الحياة وتمتعنا بها كلها وتعلمنا منها أن نترك ورائنا أفعالنا واعمالنا أوراقنا وافكارنا وحقائبنا وأحلامنا التي حققناها، في ذاكرة الله لان البشر سينسوا ذكرنا ولكن الله لا ينسى خلقه ، والحياة " المرأة " ستنجب أطفالاً غيرنا لتعلمهم أن يكونوا رجالاً وأن يعيشوا حياتهم بإنسجام معها في كل الأحوال ...

آه كم أنت جميلةٌ يا أيتها المرأة "الحياة "


No comments:

Post a Comment