Thursday, September 2, 2010

أرض الميعاد


أتيت إلى أرض الميعاد

فوجدتها مليئةً بالرماد

رمادٌ في العيون

عيونٌ استقالت

رفضت أن ترى

رفضت أن تسمع

عيونٌ اصيبت بالجنون

عيونٌ مليئةٌ بذاكرة الموت

عيونٌ نسيت يوم لميلاد


في أرض الميعاد

وجدت الناس ايتامٌ بلا أولاد

وجدتهم حطباً جاهزاً للايقاد

رأيت أجيالاً لم تطأ قدمها يوماً عتبة حضانة الأولاد


رأيتهم ينتحرون رافضين الأنقاذ

يدنسون الأرض بجهلهم ويثيرون غضب الأجداد


أتيت إلى بلدي الأخضر

أتيت لأرى الأحباب

ايتي إلى أرضٍ صاخبةٍ

كانت تضج بالشعر والادب والفن وبالحياة

وجدت فيها ناسٌ ليس في ذاكرتهم ذكريات

اختفى من الوجود من قال لي يوماً يا أخي

ومن ناديته أخاً وأختاً ولم أرى حتى وجوههم إلا من خلال الكلمات


حزنت النفس حزناً

لانها خدعت ببعض الكلمات

نخروا في جسدي ثقوباً

ونحروني بسيف غموضهم بأقصى الطعنات

واطفأوا شمعة الأمل بظلمة أفكارهم

ليبقى السوآل يطرح نفسه لماذا ؟

لماذا اختاروا طريق الموت عندما كان بمقدورهم إختيار طريق الحياة ؟


أقول لكم يا من حسبتكم نسلاً ملكياً

أذهشتموني بجيناتكم السفلية

صدمتوني بصغأركم الدونية

واحزنتموني بخداعكم الرخيص

حسبتكم من سلالة الملوك

فكنتم أشباه الظل في زنزانات الجاهلية

تلك الجاهلية التي كنتم تدعون محاربتها

ها هي تسجنكم في سجنها وتجعل منكم عبيداً لا تعتقون

هنيئاً لكم حياتكم الأبدية في زنزانات الأحكام المسبقة الأبدية

وهنيئاً لكل من كان وما زال وفياً

أنتم يا من عرفتموني وحضنتموني وكنتم وما زلتم على العهد

اعاهدكم أن استمر معكم لكي لا نكفر بالانسانية

No comments:

Post a Comment