Wednesday, September 22, 2010

الخوف



إنه الخوف

عندما ينتابنا الخوف يحصل شيء ما في الدماغ نحس بتوتر و قلق داهم وتتدفق كميات من الادرينالين والهورمونات كالكورتيزول في الدم مما يسبب بخفقان القلب بوتيرةٍ أسرع وبارتفاع ضغط الدم وتشنج العضلات ويكبر بوءبوء العين و بتصبب كثيف للعرق . هذا في حالة الخوف الموضوعي ، أما في حالة الخوف الغير موضوعي يتأثر الدماغ بشكل كبير جداً وتتأثر من خلاله طريقة أخذنا للقرارات ونكون عندئذٍ بعيدين جداً عن الواقع مما يجعل من تصرفاتنا أكثر غباوةً وأقل حكمةً .

لذلك اخترت اليوم الخوف كموضوع للنقاش وقد وجدت اجوبة شافية على كل الأسئلة التي مرة في بالي وأعتقد بأن لديكم المزيد لتغنوا به هذه المقالة عن الخوف الصحي والخوف المرهب .

ألان صفا

laji2

إنه الملك والآمر الناهي

هو الذي يتملك القلوب والأدمغة والاحاسيس

الخوف من الموت : يجعلنا نموت قبل أن نموت .لاننا بخوفنا من الموت نخسر الحياة التي هي بيدنا الآن ، والخوف من الموت يجعلنا نصدق كل الأكاذيب والشعوذات الأرواحيات ويجعلنا ننسى رجاء القيامة .

الخوف من المرض: يجعلنا نهتم بصحتنا أكثر وهذا شيءٌ جيد ، ولكن في بعد الأحيان يجعلنا الخوف من المرض مرضى بالوسواس و تصديق كل ما يقال عن عقاقير تشفي وتطيل العمر .

الخوف من الحرب: يجعلنا نتوق إلى السلام ولعمل الخير مع جيراننا، وكذلك يجعلنا الخوف من الحرب في بعد الاحيان جبناء نخشى أن نواجه الظلم لاننا نخاف من الحرب

الخوف من الفقر والعوز: يجعلنا هذا الخوف نعمل بجهد ونكد لاجل أن نوءمن لقمة العيش لاولادنا ولتحصيل العلم لرفع مستوى معيشتنا ،ولكن كذلك هذا الخوف يجعلنا جشعين وسارقين وخارجين عن القانون في بعض الأحيان ويجعل منا أفراداً ماديين لا نعطي قيمة للامور الأخلاقية ويصبح همنا الوحيد هو تحصيل المال حتى لو كان على جثث الآخرين

الخوف من الذهاب إلى جهنم : هذا الخوف يجعلنا ندخل إلى جهنم الحقيقية (ألدين ) بكل قوانا العقلية فهذا الخوف الذي صنعه الأنسان لكي يخيف أخيه الأنسان جعل من الملايين من البشر يخافون الله ولا يتقونه ..فهناك فرقاً كبيراً ما بين أن نخاف الله خوفاً تقوياً وأن نخافه خوفاً ترهيبياً بإرسالنا إلى جهنم إن لم نكن طائعين لرجال ألدين الذين صنعوا كذلك ترتيبات تعفينا من دخول جهنم إن دفعنا لهم المال الكافي لكفارة ذنوبنا ،وكأن الله محابيا لا سمح الله وليس عادلاً وبذلك يكون الخوف من جهنم أبعدنا عن محبة الله ولم يقربنا إليه ميلميتراً واحداً.

الخوف من أن نتساوى مع الذين هم أقل شأناً منا : هذا الخوف يجعلنا نرى البشر الذين هم أقل شأناً منا إقتصادياً وأكاديمياً وعرقياً بشرٌ لا يستحقون أن يتساوو معنا ،فنفتح عليهم حرباً كي لا يصلوا إلى المستوى الذي نعتقد بأنه مرموق لاننا (نحن ) موجودين فيه وخوفنا من أن يصلوا إلى هذا المستوى يجعلنا نستعمل كل أنواع الأسلحة ومنه الكذب والافتراء والتجني ولما لا ؟ حتى القتل أحياناً.

الخوف من خسارة الحبيب : يجعلنا نفكر بكل ما يحبه وبأن نتجنب فعل كل ما يكرهه الحبيب ولكن هذا الخوف في بعد الأحيان يجعلنا ننكر أنفسنا وننكر ذاتنا لكي يكون هذا الحبيب هو الله على لارض بالنسبة إلينا وخوفنا من أن نخسره قد يجعلنا في بعد الأحيان أن نشد الخناق عليه فنحاول أن نمنعه من أن يتكلم أو يتعاشر من أي شخصٍ آخر من الجنس الآخر ، ونضايق عليه ولا نحترم خصوصيته كونه إنسان مستقل يجب علينا احترامه قبل أن نحبه .

الخوف من العنوسة : كما للفتاة كذلك للرجل يكون للخوف من العنوسة تأثيرٌ واضح على تصرفاتنا كبشر وخاصةً في المجتمع الشرقي الذي يحدد أزمنة لسن الزواج لكلى الجنسين لا يجب أن يتجاوزه أياً منهما حتى لا يصبح عانساً وكأن الزواج أصبح التاج الذي يتوجهم إلى ملك وملكة وإن لم يتزوجا اصبحا من الخاسرين وللاسف الشديد يقع الكثير من الشبان والشابات في فخ الخوف من العنوسة فينتابهم هلع شديد يجعلهم يختارون الشخص الغير مناسب لسبب اعتقادهم بأن قطار الزواج قد يفوتهم إن لم يأخذوا المقصورة الأخيرة بغض النظر إن كانت ملائمة أو كانت تتجه إلى الوجه الصحيحة فيسبب لهم الخوف من العنوسة مأساةٍ حقيقية .

الخوف من ألدين الآخر : عادةً يكون عدم المامنا أو معرفتنا الدقيقة في تعاليم ألدين الآخر هو ما يجعلنا نخاف أو نتجنب أن نختلط أو نتزاوج مع اناسٌ يعتنقون ديناً غير ديننا ولا ننسى تأثير رجال ألدين ودعمهم للحروب وحض رعيتهم على التعصب لديانتهم لكي يحفضوا مراكزهم السلطوية فوق رقابهم ودور التشريعات المختلفة لدى بعض الأديان التي تحرم زواج الشخص من شخصٍ من دينٍ آخر وكأننا نحن كبشر لم نخلق على صورة الله الذي هو رب كل العالمين ..لذلك الخوف والتخويف من ألدين الآخر هو عملٌ شيطاني بأمتياز .

الخوف من خسارة العمل : كلنا يعي أهمية أن يكون لدينا عمل نستطيع من خلاله أن نبني عائلة ومستقبل مستقر اقتصادياً والعمل ليس فقط حاجة اقتصادية انما هو حاجةٍ إجتماعية لاننا من خلال عملنا نستطيع أن نشارك في بناء المجتمع ونحس بقيمتنا الأنسانية وحاجة المجتمع لنا تعطينا ثقةً بالنفس وتقوي انتمائنا للمجتمع ولذلك عندما تبدأ الشركات بتسريح الموظفين الذين عملوا لسنواتٍ طويلة لديها ،يحصل قلقٌ وخوفٌ كبير لدى العديد من الناس والعديد منهم إضطر لترك بيته بعدما أصبح من المستحيل تسديد الأقساط الشهرية للبنك ،ولذلك يكون الخوف من خسارة العمل قلق يشمل كافة العائلة والشيء الذي يمكنا فعله قبل أن يحصل هذا الشيء هو أن نكون موظفين مجتهدين وذو ضمير حي وأن يكون لدينا ولاء لعملنا ولرب العمل طبعاً ضمن الأصول القانونية ولا ندع هذا الخوف أن يجعلنا عبيداً لرب العمل ولا يجعلنا متوترين أكثر من اللزوم أو يجعلنا نحفر حفرة لزميلنا في العمل حتى يقع هو فيها لاننا بالتأكيد سنقع نحن فيها.

الخوف من الشيخوخة ومن أن نصبح غير قادرين على ممارسة الجنس : لا يخفى على أحدٍ منا كمية الأعلانات والملايين من الدولارات التي تستعمل لكي تشفينا من الخوف من الشيخوخة ، فهذه التجارة الرابحة عرفت شيئاً مهماً يتصل بخوفنا من الشيخوخة رجالاً كنا أم نساء ، وكل المساحيق والمستحضرات وعمليات الشد و المد والبوتوكس والفياغرا وعمليات زرع ونزع الشعر حي أكبر دليل على صوابية المعلنين والتجار الذين عرفوا بأن الفوبيا التي تتملكنا حي أقوى من أن نفكر بالاضرار التي قد تنجم عن إستعمال هكذا مستحضرات، وعادةً تكون خيبة الأمل كبيرة لان التوقعات تكون أكبر من النتيجة .

فكيف لنا أن نداوي هذا الخوف ؟ ليس من الخطأ أن يهتم الشخص بصحته وبمظهره لان الجمال الخارجي هو إنعكاس للجمال الداخلي وأن نعيش حياة بعيدة عن القلق والخوف نشعر فيها بإمتنانٍ كبير لكوننا نتمتع بصحةٍ جيدة هو أكبر دواء يبعد عنا الشيخوخة النفسية قبل الشيخوخة الجسدية ويجعلنا نفرح بتجاعيد وجهنا التي هي عبارة عن شاهد حي على أيام شبابنا التي إن عرفنا كيف عن نستعملها تكون ذكرى مليئةٍ بالفرح والسعادة ولن نخاف من أن نشيخ لاننا قد عشنا حياتنا بإنسجام ما طموحاتنا .

أن الخوف الصحي الذي ينبهنا إلى الاخطار المحدقة بناء هو بمثابة جهاز إنذار مبكر ينذرنا لكي لا تتعرض حياتنا للخطر وهى النوع من الخوف هو جيد ومطلوب .

أما الخوف المرهب والمركب على فرضيات وأحكام مسبقة وتقاليد وأديان وليس مخافة الله انما مخافة رجال ألدين ومخافة الحقد والجشع والكراهية من أن يربح الحب مساحاتٍ أوسع على حسابهم ،هو خوفٌ مريض ومقيت .

اصدقائي الأحباء ليكن خوفنا على بعضنا هو الخوف الصحيح وليكن الخوف من الآخر هو وهمٌ لا نخاف منه ولا نأبه له .

No comments:

Post a Comment