Thursday, June 9, 2011

بكل بساطة ...هي الإنسان

© Alain Safa poetry& photography

تبقى الكلمات عرجاء

والتعابير هوجاء

والتفسيرات غباء

والمعاني تعاني

والثلوج سوداء

،إن لم تتعمد الكلمات في نهرك

وتعبر التعابير من ثغرك

وتتألق التفسيرات كحكمتك

وتتعلم المعاني سر التفاني من محبتك

وتنصع الثلوج ببياض أسنانك

عندما تشع ابتسامتك .

لعلك لا تدرين مدى تأثير كلمتك على الأجيال من بعدك

،ولكنك

وبما أنك حكيمةٌ،

وحليمةٌ

،و جميلةٌ

وحساسةٌ

وعالمةٌ

بما يجري من حولك ،

فأنت تعلمين جيداً

بأن كل حرفٍ تكبينه منزلٌ

ليس ككتابٍ مقدس

أو كشريعةٍ ألاهية

أو كفلسفةٍ يونانية ،

انما كلماتك منزلةٌ

لانها لا تطلب لنفسها العبادة

ولا ترسل قرآئها إلى الجحيم

إن لم ينفذوا تعليماتهابكل حذافيرها ،

ولا تعدهم بالنعيم

إن ركعوا وصلوا وصاموا وهللوا لها .

لا ...ليس كذلك ..ليس كما في الأديان

أو في الفلسفات

. كلماتك لا يوجد فيها شيءٌ آخرٌ إلا الحب

والأمل

والصدق

والتسامح

والمغفرة

والايمان

والفرح

والعفة

والحكمة

والشهوة

والروعة

وشفافية الحياة .

ولا يوجد فيها مناصب

ولا رئآسات

ولا خادمين

ولا خادمات .

انما كل كلمةٍ تنطقيها

تحاكي النفس الطيبة التي تحب الحياة

.تتكلم مع الطفل بلغة الأطفال

ولا تدخلهم إلى الأدغال

وتحاكي العاشقين بلغة الورد والنبيذ الأحمر

والشوق المبعثر على سرير الحب المليء بالآهات .

وتقول للحكماء كلمتها

ليزينوا بها وجوههم لكي لا تبقى حكمتهم حمقاء

. وتهمس في أذن الخاطئين بضعة كلماتٍ تجعل منهم أبراراً وودعاء

وترفع وجهها إلى السماء وتبتسم للرب وتقول له .

ها أنا الأنسان الذي كما خلقتني يوماً على صورتك الحسناء

.استعملت كل ما وهبتني وباركتني به لكي أمثلك أفضل تمثيلاً

ولكي لا أرهب أحداً كما يرهب بكلماتهم أولائك السفهاء

الذين شوهوا صورتك وجعلوا منك إلاهاً مقسماً ومبعثراً ما بين البحر والصحراء

، وانت يا أيها الخالق لا أحد غيرك

ربٌ واحدٌ أنت

ونحن جميعنا الأبناء .


No comments:

Post a Comment