
Thursday, June 14, 2012
خبي كلمتك الحلوي ليومك الأحلى

جلد عاصفة

شبهته بقطرات الندى المتساقطة على وجنتيها ،مبللةً شفتيها المتعطشة لشفتيه
توقفت قليلاً ونظرت إلى الماضي القريب قليلاً
لتتذكر كيف أتاها كعاصفةٍ جائعة
لتأكل
كل اكتئابها وخوفها وحزنها العميق
كيف أتى ومحى ألشعور بالغبن والذكريات الأليمة والأحساس الأليم
وأبدلها بالفرح والحب والحنان والكلمات العذبة التي من القبر تقيم
كيف راقصها على صوت الريح ليلاً وكيف كان انسجامهم عظيم
، وكيف ألفوا سيمفونية عشقٍ من تأوهات شوقٍ ولهفةٍ امتزجت مع عرقهما المنبعث من رحم إله حبٍ رحيم
تذكرت كيف أيقض غزالةً كانت نائمةً في سباتٍ عميق
.كانت هناك تنتظر أن يأتيها يوماً ذاك الرفيق
.. وأتى ذاك الرفيق كعاصفةٍ تلفها كزوبعةٍ ترقص التانغو على موسيقى الشهيق
ركضت الغزالة أمام العاصفة بأسرع من سرعة الضوء
واختبأت وراء نجمةٍ سطعت عندما رأتها راكضةً وانبهرت فصرخت لرفيقاتها النجمات
... هلموا تعالوا لتروا هذا البريق .
احتارت العاصفة تفتش عنها متسائلةً
، كيف اختفت من أمامي وهي كانت بالكاد قادرة على النهوض من ذاك السبات العميق
... هل يا ترى أنا الذي اضعت الطريق ؟
لم تعرف العاصفة بأن تلك الفتاة أصبح لها أجنحةً تطير بها إلى العلاء كالنسور بعدما أيقضها من القبور .
ها هي الآن تقف على قمة جبل صنين ويعتريها الحنين إلى تلك العاصفة التي أصبحت جلداً تلبسه في كل حين
Friday, April 6, 2012
الشهيد الأكبر الذي علمني طريق الحياة
أن يستأثر بك ويجعلك رهينةً بين يديه وأن يكبلك ويضع أمامك العوائق حتى لا يأتي إليك المتعبون والذين يتوقون إلى الخلاص .
أراهم يا سيدي يقتلون أحبائك الصغار ويمنعونهم من التقرب إليك ويهدمون كنائسك ويرجمون ابنائك لانهم تجرأوا وقالوا كلمة ألحق ولم يخافوا منهم .
أراهم يا سيدي يلبسون ثياب الحمل الوديع وهم ذئابٌ كاسرة.
يفرقون الأبناء عن ذويهم ويقتبسون كلماتك بغير حق ويزورون محبتك ويلبسونها ثوب الحقد والتسلط.
ها هم يا سيدي يقضون على ما تبقى من مسيحيين في هذا الشرق، متحالفين مع شياطين التعصب
، ولكنهم يظهرون كقديسين من على المنابر الدولية مبشرين بالسلام وهم أعداء السلام
،مبشرين بخلاص البشرية وهم من قتلك أيها ألمخلص وما زالوا بنفس الذهنية
يفضلون المجرمين كباراباس على القديسين مثلك يا سيدي .
ها هم يدنسون الأسفار المقدسة حين يقتلون ويقولون إن كان الله معنا فمن علينا ؟
فكيف تكون معهم يا رب وهم شياطين هذا الشرق والمتنكرين بثياب قديسيه ؟
كيف تكون معهم يا سيدي وأنت أتيت لتزيح الظلم عن كاهل المظلومين وهم فريسيون هذا العصر
يلقون بأثقالهم على أكتاف المظلومين ويضاعفون شقائهم ويطيلون درب جلجلتهم
ويجعلون من درب خلاصهم هدفاً مستحيل ؟
هم يا سيدي من قلت عنهم اذهبوا عني يا أفاعي ،اني لا أعرفكم .
ها هم يا سيدي من يدعون بأنهم مسيحيين ولكنهم صهاينه
يكرهونك و يدعون المسيحية وهم يعتبرون المسيحيين ألد أعدائهم ويريدون القضاء عليهم .
أنت تراهم يا سيدي ينشرون أكاذيبهم بين ابنائك
ويعلمون الأجيال عن الإله الذي قتل وشرد وجعل أمةً فاسقة شعبه المختار ،
إله الحرب الذي أمر بقتل الأطفال والنساء والشيوخ لانهم كانوا من الأمم الأخرى .
نحن نعرف يا سيدي بأنه لم يكن يوماً الله القدير ذاك الذي أمر بقتل الأبرياء
لاننا نحن يا رب تلاميذك لانك أنت الذي قلت لنا " أحبوا اعدائكم وباركوا لاعنيكم"
. ولكن اعذرني يا سيدي بأني لم أعد قادراً على فعل ذلك
لانهم كلما سامحناهم وباركناهم وغفرنا لهم، ضاعفوا لنا الكيل كيلين و القتل والعذاب والشقاء،
ولانك يا سيدي كرزت بالبشارة لجميع الأمم
وأنا لم اولد في كنف والدين مسيحيين
ولكن نور بشارتك أقوى من أن يحجبه دين أو طائفة أو بشر ناقص ،
أصبحت يا سيدي إنساناً أنت مثاله الأعلى وليس لي غيرك مثالاً
ولست تابعاً إلى كنيسة أو إلى زعيم أو إلى طائفة أو إلى دين .
أني اتبعك يا سيدي لانك علمتني أن أحب وأن لا ادين
ولان سراجٌ لرجلي كلامك ونورٌ لسبيلي ،
أني اتبعك يا سيدي لانك علمتني أن أعامل نفسي كما أعامل الآخرين
.أجل يا سيدي أعني ذلك
أن أعامل نفسي كما أعامل الآخرين
،ومن منا يعامل نفسه بحقد وكراهية وبغض وظلم وتحامل ؟
ألم تعلمني يا سيدي أن أعامل الآخرين كما أريد أن يعاملوني ؟
ها أنذا يا سيدي وأنت أعلم بي أكثر من نفسي
وقد عانيت ما عانيته وما زلت أعاني من تلك الزمرة الحاقدة،
أقف في هذا اليوم العظيم
يوم استشهادك
أتمعن بمعاني استشهادك الكبير
و أنا مرتاح الضمير
لاني اتبعك أينما كنت
ولاني منتصراً لانني ما زلت اتبعك ايها المعلم الكبير
وما زلت متيقظاً لقاتليك ولقاتلينا
وعالماً علم اليقين بأنهم سيستمرون بحربهم الكونية ضد المحبة والانسانية
وضدك أنت لانك اظهرت للعالم وجه الله الحقيقي الذي لا يدين إلا بالحق
والله الحقيقي الذي لا يعرف صفةً أعظم من المحبة
والله الحقيقي الذي لا يفرق بين البشر والذي لا يعترف بطوائف ولا بمذاهب
و تبغض نفسه قرابينهم وتعصبهم وجهلهم وحقدهم.
و لانه خالق وليس زعيم قبيلة،
أرسلك لكل البشر وليس لليهود فقط
وهم قتلوك يا سيدي لانك حجمت سلطتهم
واقتلعت نزعة التفوق على الآخرين منهم
لانهم كانوا يعتبرون نفسهم الشعب المختار
ولانك أنت اخترت كل الأمم شعوباً تحب بعضها بعضاً
كما أوصيتنا " أحبوا بعضكم بعضاً فبهذا يعرفون بأنكم تلاميذي "
، قتلوك .
وها هم أبناء القتلة وحلفائهم الصغار
عبدة الأوثان والبترودولار
يشنون حرباً لا هوادة فيها على كل من إختار
أن يحب أخيه الأنسان
وعلى كل من يريد الوحدة لا التقسيم
وعلى كل من يقف بوجه زعيمهم الشيطان الأكبر
الذي يلبس ثوب الملاك
وحاشيته وزمرته الموءلفة من ملوك وزعماء قبائل
والملتحين الملحدين رجال دين الذين لا دين و لا دنيا لهم .
أنت تعرفهم جيداً يا سيدي وتعرف بأننا نواجه عصابة قتلة ومجرمين
ونحن بأشد الحاجة إليك لكي نتغلب على الصعوبات
ولكي يبقى ايماننا بالانسانية أقوى من حقدهم عليها
ولكي لا ننسى من نحن ومن أنت وماذا يخبئ المستقبل لنا ولأولادنا .
في يوم استشهادك وموتك الفدائي
أعاهدك يا سيدي أن أبقى على ولائي لك
لانك أنت وحدك قائدي ومعلمي ورفيق دربي وردائي
... أحبك يا من مات لكي أحيا
حراً
منتصراً على أعدائي
و أعداء الأنسانية .
/ ألان صفا
Tuesday, January 3, 2012
وجه الله بمرايتك
